القاهرة ـــ الأخبار
حملة إعلامية تحذّرها من «إعادة توجيه انتقاد للرئيس»

«مخيّبة للآمال»، كلمة واحدة قالتها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في وصف التعديلات الدستورية في مصر كانت كافية للصحف المصرية، التي تدور في فلك الرئيس المصري حسني مبارك، كي تتهم الوزيرة الأميركية بالتدخل في شؤون مصر.
ووصفت هذه الصحف رايس بأنها «لا تفهم في السياسة»، محذرةً من أنها «ستتلقى درساً، إذا ما أعادت توجيه انتقاد للرئيس» مباركوفسرت تلك الصحف ما قالته رايس بأنه «محاولة للضغط على مصر، لكي تغيّر موقفها من القضية الفلسطينية، وتستجيب للضغوط الأميركية والإسرائيلية لطرح إعادة النظر فى مبادرة السلام العربية أمام قمة الرياض» المقبلة المزمع عقدها الأربعاء.
وصوّرت هذه الصحف نظام مبارك بـ«الرافض للضغط الأميركي».
وفي حين اعتبرت المعارضة المصرية أن وزيرة الخارجية الأميركية وجّهت نقداً «ناعماً» للنظام المصري، فإن مصدراً مصرياً أبلغ «الأخبار» أن موضوع التعديلات «لم يستغرق أكثر من خمس دقائق في المحادثات المطوّلة» بين رايس ومبارك، التي دامت أكثر من تسعين دقيقة.
وقد فسّر المصدر نفسه هذا الأمر بحاجة واشنطن لمساعدة القاهرة في ملفّات العراق وفلسطين.
وأعربت وزيرة الخارجية الأميركية أمس عن قلقها من «الإسراع» في إجراء تعديلات على 34 مادة في الدستور المصري.
وبدت رايس متفهمة تماماً لما يجري، فقالت إنها تدرك أن التغيير السياسي له «مد وجزر»، مضيفة أنه «جرت بيننا مناقشة. وأطلعت الرئيس مبارك على مخاوفي، وكذلك آمالي في إصلاح مستمر هنا في مصر»، مع الإشارة إلى أن عملية الإصلاح هي عملية «فيها صعوبة».
وكانت رايس قالت، قبل وصولها الى الشرق الأوسط، إنها كانت تأمل «في أن تكون مصر في المقدمة، بينما يتحرك الشرق الأوسط نحو انفتاح أكبر وتعددية أكبر وديموقراطية أكبر، وإنه لأمر مخيّب للآمال أن هذا لم يحدث».
وتابعت رايس إن واشنطن «لا تحاول إصدار تعليمات لمصر حول كيفية المضي قدماً في الإصلاحات»، موضحة أنها تدرك أن «الدول تفعل ذلك (الإصلاح) بطريقتها، وتفعل ذلك بطريقة تتسق وظروفها الثقافية».
إلا أن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قال، في مؤتمر صحافي مشترك مع رايس في مدينة أسوان الجنوبية بعد لقائها الرئيس المصري، إن هدف التعديلات الدستورية هو «ضمان أمن مصر الضروري لضمان أمن الشرق الأوسط».
واعتبر الوزير المصري أن بلاده «دولة محورية في هذا الإقليم، بمعنى أنه عندما تهتز مصر يهتز الإقليم، ومن هنا تصميم مصر وقدرتها، ليس فقط على تأمين الاستقرار الداخلي وتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي من خلال القوانين التي لها رؤية وهدف، ولكن لأن هذا الاستقرار المصري له انعكاساته الإيجابية للغاية على مجمل سياسات الإقليم».
وكان أبو الغيط قد رفض، أول من أمس، انتقادات رايس، ورأى أن التعديلات «شأن مصري»، وأن «الشعب المصري فقط هو الذي له الحق في إبداء الرأي».
واتهم أبو الغيط «تيارات متشددة ومتطرفة» في مصر، في إشارة ضمنية إلى تنظيم الإخوان المسلمين المحظور سياسياً، بالسعي «لهزّ البنيان السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمجتمع المصري». ورداً على الانتقادات الأميركية لقرار مبارك بتنظيم الاستفتاء على التعديلات الدستورية، قال أبو الغيط إن مسألة التوقيت «حكمتها عوامل عديدة، من بينها أعياد دينية وقومية خلال الأيام العشرة الأولى من شهر نيسان المقبل، مثل المولد النبوي وعيد الفصح القبطي وعيد شم النسيم».