strong>برلين ــ غسان أبو حمد
كلّل قادة الاتحاد الأوروبي قمّتهم الاستثنائية في برلين أمس بتوقيع “إعلان برلين”، الذي يعدّ ثاني خطوة تاريخية هامة بعد “إعلان روما” في مراحل التدرّج الديموقراطي الحّر الذي رسم مسار الاتحاد قبل خمسين عاماً، وشرّع أبواب الانضمام والعضوية فيه، ليصبح عدد الدول المنضوية فيه 27 دولة تعمل وفق خطط منظمة ومدروسة لحفظ الأمن والسلام في القارة التي مزّفتها الحروب والنزاعات عبر سنوات طويلة من التاريخ.
وكان إعلان برلين أمس، الذي صاغته الحكومة الألمانية باعتبارها رئيسة الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، بمثابة إعلان مبادئ حول الإنجازات التي حققها الاتحاد والأهداف التي يرمي إلى تحقيقها.
ولفت البيان إلى عدة قضايا رئيسية حيوية لا تزال تواجه المسار الأوروبي، ومنها تطبيق برامج موحدة لحماية المناخ إضافة الى قضايا الأمن وإدارة موجة تدفق اللاجئين الأجانب إلى دول الاتحاد الأوروبي، ومحاولة رسم سياسة أمنية ودفاعية واضحة وتحديد الموقف الأوروبي من مجمل النزاعات في العالم.
ووقّع “إعلان برلين الأوروبي”، كل من المستشارة أنجيلا ميركل ورئيس المفوضية الأوروبية جوزي مانويل باروزو ورئيس البرلمان الأوروبي هانس ــــ غيرت بوتيرينغ.
ويلفت إعلان برلين إلى التزام الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي متابعة المشاورات للاتفاق على أرضية قانونية (دستور أوروبي) ينظّم عمل المؤسسات الأوروبية والتزاماتها.
وشددت المستشارة الألمانية على أن لجان الاتحاد ستواصل عملها لوضع مسوّدة اتفاق دستوري بين الدول الأعضاء قبل موعد الانتخابات الأوروبية المقبلة عام 2009.
ولم يتطرق الإعلان إلى ذكر “القيم المسيحية المشتركة” للاتحاد الأوروبي، لترك الباب مفتوحاً أمام تركيا.
وهذا ما أثار رد فعل عنيفاً من جانب البابا بنديكتوس السادس عشر، الذي قال لدى استقباله المشاركين في مؤتمر ينظّمه الأساقفة الأوروبيون بمناسبة الذكرى الخمسين لتوقيع معاهدة روما في الفاتيكان، “لا يمكن بناء منزل أوروبي فعليّ مشترك عبر تناسي الهوية الخاصة بشعوب قارتنا، الهوية التاريخية والثقافية والأخلاقية، التي تتشكل من جملة قيم ساهمت المسيحية في إرسائها”.
وندد بما رأى أنه “شكل من أشكال الكفر” لأوروبا، التي رغم رغبتها في تقديم نفسها على أنها “مجموعة قيم، فإنها تتجه أكثر فأكثر نحو رفض وجود قيم عالمية ومطلقة”.