strong>طهران ـــ محمد شمص
طهران نفت نيّتها مقايضة البحارة البريطانيين بأسرى إيرانيين في العراق

أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني أمس للممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أن العقوبات الجديدة التي فرضها القرار الدولي الرقم 1747 على طهران «غير مقبولة»، في وقت نفت فيه إيران نيتها إجراء أي صفقة مقايضة بين الجنود البريطانيين الـ 15 المحتجزين لديها والدبلوماسيين الإيرانيين الأسرى لدى قوات الاحتلال الأميركي في العراق.
وقالت المتحدثة باسم سولانا، كريستينا غلاش، إن المحادثة الهاتفية بين سولانا ولاريجاني «جرت بشكل جيد، وشرح سولانا موقف المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي بشأن التطورات في مجلس الأمن الدولي. كما ذكّره برغبة المجتمع الدولي في حل هذه القضية عبر التفاوض»، موضحة أن الرجلين اتفقا على التحادث مجدداً «قريباً».
وبحسب غلاش، فإن لاريجاني أكد لسولانا أن لدى الإيرانيين أيضاً «الرغبة في حل القضية عبر المفاوضات»، غير أنه أكد أن العقوبات الجديدة «غير مقبولة».
أما رئيس مجلس الشورى الإيراني غلام علي حداد عادل فرأى من جهته أن «هذا النوع من استخدام الأمم المتحدة ومجلس الأمن كأداة سيضر بالسلام العالمي والمنظمات الدولية»، موضحاً أن «المنظمات الدولية باتخاذ مثل هذه الإجراء‌ات (قرار العقوبات) ستفقد صدقيتها من الناحية القانونية».
وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، غلام حسين إلهام، إن قرار مجلس الأمن سيؤثر على تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في إطار ما يسمى «الترتيبات التكميلية».
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول رفيع المستوى في البرنامج النووي الإيراني قوله إن هذه الترتيبات، التي قبلتها إيران في عام 2002، تقتضي من طهران إعلان أي خطط تضعها لبناء منشآت جديدة ذات صلة بالنشاط النووي. وأضاف المسؤول نفسه ان إيران لن تبلغ وكالة الطاقة، بعد تعليق التعاون في تنفيذ هذا الاتفاق، إلا قبل ستة أشهر من نقل مواد نووية إلى أي منشأة جديدة.
وفي واشنطن، حثت المتحدثة باسم البيت الأبيض، دانا بيرينو، إيران على مراجعة قرارها الحد من التعاون مع وكالة الطاقة. وقالت: «إننا نحثهم على عدم سلوك هذا الطريق»، موضحة أن الولايات المتحدة «لا تنوي محاربة إيران».
وفي باريس، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي عن «القلق لما أخذنا علماً بتصريحات المتحدث باسم الحكومة الإيرانية» الذي أعلن الحد جزئياً من التعاون مع وكالة الطاقة. وأضاف أن «أبعاد هذه التصريحات مريبة».
وفي موسكو، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي كيسلياك، أن العقوبات الجديدة التي فرضها مجلس الأمن الدولي أول من أمس على إيران «يمكن الرجوع» عنها «وما زال من الممكن تسوية الأزمة الإيرانية سياسياً».
في تطورات الأزمة بين موسكو وطهران حول مفاعل بوشهر، قالت هيئة الطاقة الذرية الروسية، إن إيران قدمت لروسيا دفعة أولى من المبالغ المستحقة عليها من أجل أعمال البناء في بوشهر منذ أن توقفت عن دفع الأموال في أواخر العام الماضي.
وفي ملف الأسرى البريطانيين الـ 15 المحتجزين لدى السلطات الإيرانية، قال نائب وزير الخارجية الإيراني مهدوي مصطفوي إن الجنود البريطانيين يخضعون حالياً للتحقيق والاستجواب، وإن “الملف سيتخذ منحىً قانونياً وقضائياً باعتبارهم تجاوزوا المياه الإقليمية الإيرانية وخرقوا القانون وليست هذه المرة الأولى”. ونفى مصطفوي أن تكون هناك نية لدى إيران لإبرام صفقة يطلق بموجبها البحارة البريطانيون في مقابل إطلاق سراح الدبلوماسيين الإيرانيين الخمسة، الذين اختطفتهم القوات الأميركية من القنصلية الإيرانية في مدينة أربيل شمال العراق.