حيفا ـ فراس خطيب
أنهى الضابط الإسرائيلي عوزي ليفي، قائد وحدة «المستعربين»، مهامه التي بلغت مدتها ستة أعوام ونصف العام في رئاسة الوحدة، التي أُنشئت قبل 17 عاماً، تحت عنوان «إحباط عمليات الشغب»، ومنع «إلقاء الزجاجات الحارقة»، وتحولت تدريجياً إلى وحدة «نخبوية» تابعة لشرطة «حرس الحدود» الإسرائيلية، وإلى جانبها تعمل أيضاً وحدة المستعربين التابعة للجيش الإسرائيلي من الوحدة النخبوية «دوفدوفان». وأفرادوحدة «المستعربين» مجهولو الهوية، يظهرون في البرامج الإخبارية التلفزيونية ووجهم مُغَطَّىً، واسمهم مكون من حرف واحد. وهم يتخفون بزي فلسطيني عادي لعدم إثارة الشكوك.
ويمر المستعربون بدورات تأهيل عديدة، حتى يصبحوا قادرين على تمثيل الشخصية الفلسطينية المحلية، وإتقان اللغة العربية باللهجة المحلية. كما يخضعون قبل تنفيذ «العملية» إلى تجميل خاص: إضافة شارب، إزالة شعر، زيادة جرح في الوجه، تغيير لون البشرة لتلائم الشخصية المطلوبة.
وفي السياق، قال عنصر في «المستعربين»، في برنامج «سري للغاية»، الذي أعدته القناة الثانية الإسرائيلية، إن أفراد الوحدة «يتقمصون الشخصية، ويمثلون دور رجل، أو امرأة، أو قروي، أو مدني، أو شاب، أو عجوز، مثل تلفزيون الواقع». وعرض البرنامج لقطات مصورة لإحدى حملات «المستعربين» في الضفة الغربية، حيث كان العنصر الإسرائيلي متخفياً بشكل امرأة محجبة اقتربت من «المطلوب» إلى حين الإمساك به، وضربته بشكل مفاجئ بكعب المسدس على رأسه.
أحياناً تمر العملية بسلام، وأحياناً يتم كشفهم. وفي حالات أخرى، تتم مراقبة عمليات التصفية والاعتقالات من خلال اتصال مباشر مع غرفة القيادة التابعة لهم، بحيث ترصد القيادة تحركات المطلوب عن طريق مراقبته بطائرة من دون طيّار، ترصد ما يجري وتنقل الصور إلى غرفة القيادة التي تبلغ وحدة المستعربين عن مكان المطلوب للاقتراب منه.
وقالت القناة الإسرائيلية الثانية إنَّ مثل هذه العمليات «تتم أحيانًا بشكل مفاجئ، من دون مساندة قوات من الجيش الإسرائيلي».
ونشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» قبل أيام في أعقاب إنهاء قائد الوحدة ليفي مهامه، تفاصيل اغتيال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي «المهندس» محمود أبو جحيم.
وأوضحت الصحيفة أنَّ أفراد وحدة المستعربين المتخفين «تجولوا في زقاقات جنين لمدة ساعتين ونصف الساعة في انتظار أبو جحيم»، مشيرةً إلى أنَّ أبو جحيم كان شخصاً يقظاً، و«واحداً من أكبر الأهداف المركزية بالنسبة إلى الجيش الإسرائيلي».
وتابعت الصحيفة أنَّ أبو جحيم خرج من البيت الذي «اختبأ» فيه باتجاه سيارته، إلى حين وصول عناصر المستعربين على مقربةٍ منه. وكانت سيارة أبو جحيم مراقبة بواسطة طائرة من دون طيّار، وكان القائد عوزي ليفي يوجه المستعربين بتحركاته.
قال ليفي لجنوده إن «أبو جحيم يقود سيارته في المسار المقابل لكم». عندها، قام أفراد المستعربين بالالتفاف، ولحقوا به.
كان المستعربون يستقلون سيارة كبيرة بقيادة «م»، الذي أوضح للصحيفة أنَّ أفراد الوحدة «أثاروا شكوك» أبو جحيم، الذي شهر سلاحه وأطلق رصاصتين في الهواء.
وأضاف «م» أن «المقاتلين (المستعربين) اللذين كانا معي في السيارة تصرفا بهدوء تام، ورفعا أيديهم إلى الأعلى. عندها هدأ أبو جحيم، وابتسم لنا، وبعد ثوانٍ اقتربنا منه بسرعة وقتلناه. كل هذا جرى خلال عشرين ثانية».
وبحسب معطيات «حرس الحدود» الإسرائيلي، فقد نفذت الوحدة في السنوات الست الماضية 1215 حملة، اعتُقل خلالها 595 فلسطينياً وقتل 123 آخرون وجرح 109، في المقابل، أصيب 13 عنصراً من وحدة المستعربين بجروح.
وعلى الرغم من أنَّ ليفي نال الكثير من الإطراءات، وعلى الرغم من تصريحاته بأنَّ «هناك سيطرة» على الأوضاع في الضفة الغربية، إلا أنَّه يعترف بأنَّ «الاتفاق وحده ينهي الإرهاب».