strong>لا يوحي المشهد، على الساحتين السياسية والأمنية، في العراق بأيّ أمل في حصول تقدم يدفع البلد باتجاه الاستقرار والسلم. فلا الإجراءات الأمنية ولا مسوّدات القوانين تخفّف من حدّة أعمال العنف الطائفية أو السجالات المتصاعدة
بلغ مستوى العنف الطائفي في العراق، أمس، حداً دموياً خطيراً، بانفلات عقال الهجمات الانتقامية في مدينة تلعفر، رداً على مقتل العشرات في تفجيرين، أول من أمس.
وذكرت مصادر أمنية عراقية أن «مسلحين شيعة اقتحموا حياً سنّياً في تلعفر، وقتلوا ما يزيد على 70 رجلاً وخطفوا نحو 40 آخرين».
وقال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي إنه «أمر بفتح تحقيق في تقارير عن وجود أفراد شرطة ضمن المسلحين».
وبلغت الحصيلة النهائية لتفجيرات الثلاثاء 85 قتيلاً و183 جريحاً. وكان تفجيران، أحدهما انتحاري بواسطة شاحنة مفخخة والثاني بسيارة مفخخة، قد أوقعا عشرات القتلى والجرحى في حيّ المعلمين، الذي يقطنه شيعة تركمان داخل منطقة الوحدة ذات الغالبية من العرب السنّة في المدينة، ما أدى الى اندلاع أعمال عنف طائفية.
وأكدت المصادر الأمنية أن «أكثر من 35 منزلاً دمّرت بشكل كامل في التفجيرين، وكذلك نحو خمسين سيارة».
ميدانياً أيضاً، أعلن الجيش الأميركي إصابة 15 جندياً عراقياً وأميركياً بالتسمم في هجوم، بواسطة شاحنتين مفخختين معبّأتين بغاز الكلور، استهدف مبنى حكومياً محلياً في مدينة الفلوجة.
كذلك، أعلن الجيش الأميركي وفاة أحد جنوده، متأثراً بجروح أصيب بها في هجوم بنيران «غير مباشرة» في المنطقة الخضراء وسط بغداد، حيث أصيب جندي آخر بجروح في الهجوم نفسه.
في هذا الوقت، دفعت قيادة قوات البشمركة، التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال الطالباني، بوحدات إلى منطقة بنجوين، الواقعة على الحدود العراقية الإيرانية، «لمنع تسلل عناصر من جماعة أنصار الإسلام» المتطرفة.
وقال وزير شؤون «البشمركة» في إقليم كردستان جبار الياور إن «سلطات الإقليم قررت تعزيز قوات البشمركة، لدعم شرطة الجمارك وحرس الحدود، في أعقاب هجوم جماعة أنصار الإسلام على الجمرك في منطقة باشماخ في 25 الشهر الجاري».
في هذه الأثناء، وجّهت «الهيئة الوطنية لاجتثاث البعث» في العراق انتقادات حادة إلى التعديلات المقترحة على القانون الخاص بهذا الشأن، معتبرة أنها «تتجاهل مشاعر الملايين من ضحايا البعث، ولم تراع حقوقهم، وهذا لا يؤدي الى تحقيق المصالحة، وإنما يلحق المظلومية، ويدفع بضحايا البعث الى الانتقام، وإيقاد جذوة للعنف لن تنطفئ».
وأضافت الهيئة، في بيان، أن المسودة جاءت «متسرّعة، والكثير من موادها مخالفة لأحكام الدستور»، كما إنها «تعطي أزلام البعث حقوقاً مجانية لا يحلمون بها، حتى في ظل النظام البائد».
في هذا الوقت، قال القائد الجديد للقوات الأميركية في الشرق الأوسط وليام فالون إن «الوقت هو العامل الرئيس» في الحصول على نتائج في العراق. وأضاف فالون، في حديث لشبكة «اي بي سي»، إنه «لدينا معدل إصابات مرتفع. لدينا حكومة عراقية أمام أزمة خطيرة في حياتها القصيرة. لدينا شعب أميركي كان لغاية اليوم داعماً جداً ومرناً وراسخاً، لكني أعتقد أنه يريد أن يرى شيئاً يحدث».
على صعيد آخر، كرر رئيس هيئة العلماء المسلمين في العراق حارث الضاري قوله، على هامش مشاركته في مؤتمر حول القدس في الجزائر، إن السنّة يشكلون الغالبية في العراق، معتبراً أنه «إذا ما قسمنا السنّة، كما فعل (رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق) عبد العزيز الحكيم و(الرئيس العراقي) جلال الطالباني إلى ثلاث طوائف، عرباً وأكراداً وتركماناً، بعدما قسموا الشعب العراقي إلى قسمين، شيعة وسنّة، فإننا سنجد بأن السنة يشكلون ثلث الشعب العراقي، أي ما لا يقل عن 35 أو 36 في المئة».
واتهم الضاري القيادات الشيعية والكردية بالاتفاق على «إقصاء السنّة من القرار السياسي».
إلى ذلك، قال النائب مثال الألوسي، المؤيد للتطبيع مع إسرائيل، إن «77 نائباً في البرلمان يمثلون كتلاً مختلفة» دعموا مطلبه في إخراج السفارة الأميركية من القصر الجمهوري «الذي يمثل السيادة العراقية».
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز، د ب أ)