strong>الرياض ــ علاء اليوسفي
شوارع الرياض شبه خالية. تشبه نفسها أيام الأعياد والإجازة الصيفية، حين يهجرها أهلها تلمّساً لمناخ أكثر طراوة. الفراغ طال مواقف السيارات والأرصفة والمحال التجارية، وصمتت مراكز التسوق كأنما حلّ عليها اكتئاب مفاجئ.
الرياض، التي يعيش فيها نحو 5 ملايين نسمة، لا تشبه نفسها هذه الأيام، فحتى الرجال بالأشمغة والأثواب البيضاء باتوا أقل عدداً من ذوي القمصان والسراويل، حتى أن المراقب يظن أنهم مجرد سياح في بلد عربي.
الهدوء الاستثنائي الذي يلف الأرض وتعكّره من حين إلى آخر جولات المروحيات في السماء، فرضه القرار الذي أصدره الملك عبد الله منذ أسبوع، والذي قضى بتعطيل جميع المدارس والمؤسسات الحكومية في الرياض يومي الثلاثاء والأربعاء.
هكذا، حصل الموظفون والطلاب على أربعة أيام إجازة، إذا ما أضيف الخميس والجمعة، اللذان يشكلان عطلة نهاية الأسبوع، فلم يبق في الرياض إلا العاملون في الشركات والمؤسسات الخاصة، ومعظمهم من الأجانب.
أما السعوديون، فرأوا أن الإجازة الاستثنائية هذه من نِعم القمم، فهجروا العاصمة باتجاه قراهم ومناطقهم الأصلية، أو إلى خارج المملكة باتجاه البحرين والإمارات والقاهرة، كما تشير حجوزات شركات الطيران. في المقابل، استمر سكان المناطق الأخرى في المملكة بالعمل وفقاً لدوام الأيام العادية حاسدين سكان العاصمة.
ومع أن الربيع هنا اقترب من نهايته ساحباً معه زرقة السماء التي بدأت تتحول إلى بيضاء مغبرة، فإن الطرقات أزهرت في غضون أسبوع واحد. وتشير الأرقام الصادرة عن أمانة مدينة الرياض (البلدية) إلى أن أكثر من 500 ألف زهرة شتوية وصيفية متعددة الألوان زُرِعت في مختلف شوارع المدينة، خصصت نسبة كبيرة منها لتزيين خطوط سير الوفود، كما زُرع 26 ألفاً من المسطحات الخضراء في نواحٍ عديدة من المدينة.
وبحسب مدير المبيعات في شركة الحسين للزهور، محمد الحصن، فقد زُرعت أشجار النخيل والزهور خلال مدة قياسية لا تتعدى أربعة أيام.
أهل الرياض هجروها بطيبة خاطر تاركين السياسة لأهلها. ويقول ثامر عزيز (موظف مصرف) إنه فضّل البقاء في الرياض «طمعاً في الصفاء والهدوء». أما عن القمة فلا يعنيه منها أي شيء وهو لا يتابع أخبارها، إلا بقدر ما يتناهى إلى سمعه عن طريق الصدفة.
وأدت الإجازة الاستثنائية إلى إنعاش الحركة السياحية في جدة وفي المنطقة الشرقية التي تشهد عادة حالة ركود في القطاعات السياحية والخدمية في مثل هذه الفترة من كل عام. ويقول المستثمر في قطاع الفنادق، عمير المرشود: «لم تتوقف مكاتب الاستقبال في المنشآت الفندقية عن تلقي طلبات الحجوزات في اليومين الماضيين حتى وصلت نسبة الإشغال يوم الاثنين إلى 95 في المئة».
ويشهد جسر الملك فهد الذي يربط مدينة الخبر بالبحرين ازدحاماً كثيفاً باتجاه واحد، بعدما فاق عدد المغادرين السعوديين 30 ألفاً منذ يومين، بحسب تقدير مصدر في جوازات منفذ جسر الملك فهد، متوقعاً أن يتضاعف هذا العدد خلال انعقاد القمة.
وبالعودة إلى الرياض، فقد ارتفعت نسبة الإشغال في جميع فنادق الخمس نجوم قبل أيام من انعقاد القمة إلى مئة في المئة، خصصت جميعها للضيوف المشاركين في القمة. هذا ما يؤكده مدير التسويق في فندقي «الخزامى» و«الفيصلية»، سامح النشار، كذلك المدير العام لفندق «ماريوت ــــــ الرياض»، خلدون هياجة.
شركات تأجير السيارات كان لها نصيبها أيضاً، إذ أوضح مسؤول العلاقات العامة في شركة «ذيب» لتأجير السيارات أنه تم تأجير جميع السيارات التي تعود للشركة منذ ستة أيام.