في ما يأتي النص الحرفي لإعلان قمة الرياض:“استناداً الى الاسس والمقاصد التي نص عليها ميثاق جامعة الدول العربية والمواثيق العربية الاخرى، بما فيها وثيقة العهد والوفاق والتضامن بين الدول العربية ووثيقة التطوير والتحديث في الوطن العربي، واستلهاماً للقيم الدينية والعربية التي تنبذ كل اشكال الغلو والتطرف والعنصرية، وحرصاً منا على تعزيز الهوية العربية ومقوماتها الحضارية والثقافية ومواصلة رسالتها الانسانية المنفتحة في ظل ما تواجهه الامة من تحديات ومخاطر تهدّد بإعادة رسم الاوضاع في المنطقة وتمييع الهوية العربية وتقويض الروابط التي تجمعنا. وتأكيداً على الضرورة الملحة لاستعادة روح التضامن العربي وحماية الامن العربي الجماعي والدفع بالعمل العربي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، والالتزام بالجدّية والمصداقية في العمل العربي المشترك والوفاء بمتطلبات دعم جامعة الدول العربية ومؤسساتها
نعلن عزمنا على:
ـــ العمل الجاد لتحصين الهوية العربية ودعم مقوماتها ومرتكزاتها وترسيخ الانتماء اليها في قلوب الاطفال والناشئة والشباب وعقولهم، باعتبار أن العروبة ليست مفهوماً عرقياً عنصرياً، بل هي هوية ثقافية موحّدة تلعب اللغة العربية دور المعبر عنها والحافظ لتراثها، واطار حضاري مشترك قائم على القيم الروحية والاخلاقية والانسانية، يثريه التنوع والتعدّد والانفتاح على الثقافات الانسانية الاخرى، ومواكبة التطورات العلمية والتقنية المتسارعة دون الذوبان او التفتت او فقدان التمايز. ولذلك نقرر:
ـــ اعطاء اولوية قصوى لتطوير التعليم ومناهجه في العالم العربي بما يعمق الانتماء العربي المشترك ويستجيب لحاجات التطوير والتحديث والتنمية الشاملة ويرسخ قيم الحوار والابداع ويكرس مبادئ حقوق الانسان والمشاركة الايجابية الفاعلة للمرأة.
ـــ تطوير العمل العربي المشترك في المجالات التربوية والثقافية والعلمية عبر تفعيل المؤسسات القائمة ومنحها الاهمية التي تستحقها والموارد المالية والبشرية التي تحتاج إليها، خصوصاً في ما يتعلق بتطوير البحث العلمي والانتاج المشترك للكتب والبرامج والمواد المخصصة للاطفال والناشئة وتدشين حركة ترجمة واسعة من اللغة العربية وإليها وتعزيز حضور اللغة العربية في جميع الميادين، بما في ذلك وسائل الاتصال والاعلام والانترنت وفي مجالات العلوم والتقنية.
ـــ نشر ثقافة الاعتدال والتسامح والحوار والانفتاح ورفض كل أشكال الإرهاب والغلو والتطرف وجميع التوجّهات العنصرية الاقصائية وحملات الكراهية والتشويه ومحاولات التشكيك في قيمنا الانسانية أو المساس بالمعتقدات والمقدسات الدينية والتحذير من توظيف التعددية المذهبية والطائفية لأغراض سياسية تستهدف تجزئة الأمة وتقسيم دولها وشعوبها وإشعال الفتن والصراعات الأهلية المدمرة فيها.
ـــ ترسيخ التضامن العربي الفاعل الذي يحتوي الأزمات ويفض النزاعات بين الدول الاعضاء بالطرق السلمية وإطار تفعيل مجلس السلم والامن العربي الذي اقرته القمم العربية السابقة وتنمية الحوار مع دول الجوار الاقليمي وفق مواقف عربية موحّدة ومحددة وإحياء مؤسسات حماية الامن العربي الجماعي وتأكيد مرجعياته التي تنص عليها المواثيق العربية والسعي لتلبية الحاجات الدفاعية والامنية العربية.
ـــ تأكيد خيار السلام العادل والشامل باعتباره خياراً استراتيجياً للأمة العربية، وعلى المبادرة العربية للسلام التي ترسم النهج الصحيح للوصول إلى تسوية سلمية للصراع العربي ـــ الإسرائيلي مستندة إلى مبادئ الشرعية الدولية وقراراتها ومبدأ الارض مقابل السلام.
ـــ تأكيد أهمية خلو المنطقة من كل اسلحة الدمار الشامل بعيداً عن ازدواجية المعايير وانتقائيتها محذرين من اطلاق سباق خطير ومدمر للتسلّح النووي في المنطقة ومؤكدين على حق جميع الدول في امتلاك الطاقة النووية السلمية وفقاً للمرجعيات الدولية ونظام التفتيش والمراقبة المنبثق عنها.
ان ما تجتازه منطقتنا من أوضاع خطيرة تستباح فيها الارض العربية وتتبدد بها الطاقات والموارد العربية وتنحسر معها الهوية العربية والانتماء العربي والثقافة العربية، يستوجب منا جميعاً أن نقف مع النفس وقفة تأمّل ومراجعة شاملة. وإننا جميعاً قادة ومسؤولين ومواطنين، آباء وأمهات وأبناء، شركاء في رسم مصيرنا بأنفسنا، وفي الحفاظ على هويتنا وثقافتنا وقيمنا وحقوقنا. إن الامم الاصيلة الحية تمر بالأزمات الطاحنة فلا تزيدها سوى ايماناً وتصميماً، وإن امّتنا العربية قادرة بإذن الله حين توحد صفوفها وتعزز عملها المشترك، أن تحقق ما تستحقه من امن وكرامة ورخاء وازدهار”.
(أ ف ب)