strong>حذّر تل أبيب من «مخاطر لا تحمد عقباها»... وأكّد «الاحتلال» الأميركي للعراق
عرض وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس مسار القمة العربية التاسعة عشرة، مشيراً إلى أجواء “الدفء” التي سادت بين القادة العرب. وجدد وصف وجود القوات الأجنبية في العراق بأنه “احتلال”، معتبراً أن هناك من يريد “النيل من لبنان”، الذي وصفه بأنه بلد “واقف عن العمل”.
وقال الفيصل إنه غير مستغرب أن يصدر عن إسرائيل رفض مبادرة السلام العربية. وأضاف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بعد انتهاء قمة الرياض، “هذا هو نهجها (إسرائيل) عندما يظهر العرب أنهم يريدون السلام، وبالتالي لا يعبر ذلك عن موقف إيجابي عن دولة تريد السلام”.
وتابع الفيصل “إذا لم تقبل إسرائيل بمبادرة السلام فإنها تعرّض المنطقة كلها وإسرائيل أيضا ستتعرض إلى مخاطر لا تحمد عُقباها، هذا الكلام يجب أن يكون موجهاً لإسرائيل وليس إلى الدول العربية”.
وعن وجود أوراق ضغط على إسرائيل لقبول مبادرة السلام، قال الفيصل “القوة العربية لا تأتي إلا بالتضامن العربي”. وأضاف إن الملك السعودي عبد الله قال “إننا قادرون على أن نحل مشاكلنا بأنفسنا لو بقينا يداً واحدة ودفاعاً واحداً ومن أجل ذلك يجب بناء المؤسسات الأمنية للجامعة، وهي من الضروريات الملحة. لم نجلس منذ 40 سنة (المسؤولون عن الدفاع المشترك)، كيف نستطيع أن نواجه المخاطر ونحن لم نجتمع. الأمور لن تأتي بالإرادة فقط، بل بالعمل الدؤوب المضني، وبناء الهياكل الأساسية للعمل العربي المشترك، هذا الشي يجعلنا نسير في الطريق الصحيح”.
وأكد الفيصل أن “الأمة العربية ليست ضعيفة. عندنا البشر والأموال لنؤثّر على السلام العالمي. لا نبني قوة عسكرية حتى نكون ضد أحد، نريد أن تكون أراضينا لنا. ألّا يعتدي علينا أحد وكأننا منطقة ليس فيها بشر”.
وقال الفيصل، رداً على انتقاد وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس اتفاق مكة، “مع احترامي لما قالته وزيرة الخارجية الأميركية، إن ما حصل في اتفاق مكة كان خطوة إيجابية للسلام”.
ورفض الفيصل الرد على سؤال عن إمكان استضافة السعودية مؤتمراً دولياً للسلام على أراضيها تحضره إسرائيل.
وتعليقاً على وصف الملك عبد الله وجود القوات الأميركية في العراق بأنه احتلال، قال الفيصل “إنه لم يتحدث عن وجود معين. كيف نعرّف بلداً موجوداً فيه جنود أجانب إلا بالاحتلال. هل اختار هذا البلد وجود القوات. الملك كان يقول عن أمر واقع وهو من طبعه ألا يتدخل في شؤون أي بلد”.
ووصف الفيصل لبنان بأنه “بلد واقف عن العمل. هناك خلافات سياسية. ما ذنب الناس الذين لا يستطيعون الذهاب إلى أعمالهم إذا كانت الخلافات بين السياسيين”. ودافع عن الامين العام للجامعة قائلاً “إنه عمل ما عمل. هناك من يسعى إلى النيل من لبنان”. ورأى أن “مشكلة لبنان داخلية والحل لن يأتي فيما كل طرف من الأطراف يشعر بأن مسدساً على رأسه”. وقال “إن المفترض أن يترك السياسيون الفرصة للشعب اللبناني بأن يعملوا، فيما الخلافات السياسية كأي بلد آخر تحل بين السياسيين”.
وعن إزالة بعض الجفاء الذي كان موجوداً بين القادة العرب، قال الفيصل إن “الدفء واضح في الصور الملتقطة. في اللقاءات التي تمت ويمكن أن يكون الدفء وصفاً أقل من الواقع”.
وفي شأن ليبيا، قال الفيصل إن السعودية ليس لديها مشكلة مع ليبيا. وأضاف “أما إذا كان عند ليبيا شيء (ضد السعودية) فهي لم تفصح عنه”. وأضاف “ليس خلافاً ليبياً سعودياً بل ليبياً ليبياً”.
وعن وجود محادثات سرية في القمة العربية عن الوقوف إلى جانب إيران في حال الاعتداء عليها، قال الفيصل “لا ندخل في مباحثات سرية. كل بلد يقوم بحماية مصالحه في المنطقة. لا مباحثات سرية في القمة”.
أما موسى فقال من جهته إن “إسرائيل تريد التطبيع فقط. أما الانسحاب فهي لا تريده. لا يصح أن يكون هناك شي مجاني، حتى الآن لا نرى إلا رسائل سلبية لا تستحق التطبيع”. وأضاف “احتمالات الفشل قائمة ويجب أن نستعد لها”.
وعن وجود آليات حقيقية لرفع الحصار عن الفلسطينيين، قال موسى إن “الجامعة حولت 120 مليون دولار للفلسطينيين، وإن الدول العربية قدّمت نحو 330 مليون دولار”، مشدداً على أنه “لا سبب يجعلنا نلتزم الحصار ولسنا ملتزمين هذا الوصف. ما هو المبرر لاستمرار الحصار”.
(أ ب، أ ف ب، يو بي أي، د ب أ، رويترز)