يحيى دبوق
وصف رئيس الموساد مئير دغان ورئيس الشاباك يوفال ديسكين نتائج الحرب على لبنان بأنها كانت «كارثية» على اسرائيل، التي تلقت خلالها «ضربة قاصمة».
وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» أمس أن أقوالهما جاءت خلال اجتماع سري عقداه مع رئيس الحكومة ايهود اولمرت مباشرة بعد انتهاء الحرب، وانتقدا فيه بشدة أداء رئيس الأركان دان حالوتس، الذي قالا إنه ينبغي له ان يتنحى عن منصبه.
ونقلت الصحيفة هذه الحادثة عن كتاب جديد صدر في اسرائيل يتناول الحرب على لبنان بعنوان «أسرى في لبنان» للصحافيين عوفر شيلح ويوآب ليمور. وأوردت الصحيفة ايضاً أن الكتاب يتضمن تفاصيل مسارات اتخاذ القرارات في المستوى السياسي وفي قيادة الجيش خلال الحرب، فضلاً عن تفاصيل موسعة عن خطة الجيش والمعارك التي دارت خلالها.
وأشارت «يديعوت» الى أن دغان وديسكين وصلا الى مكتب اولمرت في القدس المحتلة بعد وقت قصير من انتهاء الحرب، وعقدا معه لقاءً استثنائياً، وجّها خلاله طلباً غير اعتيادي للسكرتير العسكري اللواء غادي شمني بالخروج من الغرفة، رغم أن حضوره في الاجتماعات الأمنية والسياسية جزء من مهماته كسكرتير عسكري لرئيس الحكومة.
ووصف دغان وديسكين الحرب، خلال اللقاء، بأنها كانت «كارثة وطنية وتلقت اسرائيل خلالها ضربة قاصمة». وطالبا في حينه بتأليف لجنة تحقيق جدية وجذرية كي تحقق في حالات الفشل التي واجهتها الحرب، مع الإشارة الى أنه في تلك المرحلة لم يكن اولمرت قد قرر تأليف لجنة تحقيق حول الحرب.
وتشكّك دغان وديسكين، خلال اللقاء، بأن يحدث تغيير ما في الجيش ما دام حالوتس في منصبه.
وكان ديسكين قد انتقد الجيش في اجتماعات مغلقة للشاباك، حيث رأى أن «خطأين تكتيكيين للجيش، خطف جلعاد شاليط (في غزة) وخطف الجنديين على الحدود الشمالية، ولَّدا مشكلة استراتيجية كبيرة لدولة اسرائيل».
وذكر ديسكين أن «الجيش رفض خلال الحرب كل اقتراحات الشاباك»، الذي اقترح محققوه ورجال الاحتياط التابعين له والذين سبق ان خدموا في لبنان، تقديم مساعدات تكنولوجية وخبراء للقيام بـ«تصفيات مركزة» لكبار قادة حزب الله. ويعتقد مسؤولو الشاباك أن الجيش رفض هذه الاقتراحات بسبب «حسد الأجهزة» ووجهوا إصبع الاتهام في ذلك الى كل من حالوتس ورئيس الاستخبارات العسكرية اللواء عاموس يادلين.
الى ذلك، ذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن دغان كان قد أوصى خلال جلسة تقدير خاصة عقدها وزير الدفاع عامير بيرتس في مكتبه بعد أسر حزب الله الجنديين، بتأخير الرد الاسرائيلي على عملية حزب الله. وأوضح أنه يجب اتخاذ خطوات أساسية لتحسين استعدادات الجبهة الداخلية الإسرائيلية قبل بدء الجيش الاسرائيلي هجومه الذي سيتتبع قصف حزب الله، حسب تقديره، للجبهة الداخلية والذي سيؤدي بدوره الى تصعيد خطير ومتواصل.
وانضم الى رأيه كل من ديسكين ورئيس القسم السياسي الأمني في وزارة الدفاع اللواء في الاحتياط عاموس جلعاد.
ورأى دغان في حينه أيضاً أنه «في ضوء الخطوات التي سنقدم عليها، نحن سائرون نحو مواجهة طويلة، وفي هذه المواجهة، فإن احتمالات ضرب أهداف في الجبهات الخلفية لاسرائيل عالية جداً». ولفت الى ان اسرائيل ليست ملزمة «المهاجمة غداً صباحاً. من الممكن أن نستعد ونتجهز، وماذا سيحصل لو هاجمنا بعد يومين؟». واقترح لذلك «ان تتم المبادرة الى خطوات لحماية سكان الشمال، والإبكار في القيام بذلك وعدم انتظار التدهور. وأنه اذا كان يجب الانتظار ساعات، فيجب الانتظار».
وفي السياق نفسه رأى ديسكين «أن ليس هناك طريقة لمنع تحويل الشمال الى جبهة، إذا أطلقنا نحن النار عليهم وإذا كنا سنهاجم الآن، فمعنى هذا الأمر أنهم سيطلقون النار علينا ثانية ونحن سنضطر إلى المواصلة وهكذا ستتدحرج الكرة».