هدّد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، بعد عودته إلى غزة أمس عقب مشاركته في القمة العربية في الرياض، بـ“خيارات فلسطينية” إذا استمر الحصار ثلاثة أشهر، في وقت برزت ليونة في مواقف “حماس” تجاه إسرائيل، بتأكيد القيادي في الحركة محمود الزهار أن التفاوض “ليس محرّماً”.وقال هنية، في خطبة الجمعة، أمس، “قدّمنا ما علينا، عملنا اتفاقاً وحكومة وحدة وبرنامجاً سياسياً على القاسم المشترك، ومطلوب الآن من الآخرين أن يقدموا رفع الحصار عن شعبنا لأنه إذا استمر الحصار شهرين أو ثلاثة، أقولها وبكل وضوح نحن سندرس خياراتنا”.
وأضاف هنيّة، مخاطباً القادة العرب، “نريد ترجمة للموقف الصادر عن قمة الرياض على أرض الواقع، نريد الشعب الفلسطيني أن يُرفع عنه الحصار وأن تنتهي معاناته، أن ينتهي هذا الوضع الصعب الذي يعيشه بسبب التزامه وتمسكه وصبره”.
وكان هنية قد أمضى الليلة قبل الماضية في مدينة العريش المصرية بسبب إغلاق إسرائيل لمعبر رفح قبل وصوله بساعات.
أما وزير الخارجية الفلسطيني السابق والقيادي في “حماس” محمود الزهار فقال من جهته إنه “لا يمانع من التفاوض مع إسرائيل”. وأضاف: إن “المفاوضات ليست حراماً، ولكن يجب ألا تتحوّل إلى هدف”.
وقال الزهار، في تصريحات نقلتها “شبكة فلسطين الإخبارية”، “إننا يمكن أن نفاوض إسرائيل كما نفاوضهم اليوم لتحرير أسرى؛ فحماس تدير مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال عن طريق الأشقاء المصريين”.
وأشار الزهار إلى أن احترام حكومة الوحدة الوطنية للاتفاقات السابقة “لا تعني الاعتراف بإسرائيل، ولا تعني الالتزام”. ورفض أن تفوّض منظمة التحرير الحالية بالحديث بدلاً عن الشعب الفلسطيني.
من جهة ثانية، قتل ناشط من حركة “حماس” وجرح تسعة آخرون أمس في انفجار وقع في معسكر تدريبي للذراع العسكرية للحركة، بحسب مصادر طبية وأمنية، أوضحت أن الانفجار، الذي لم تعرف أسبابه على الفور، وقع في معسكر للتدريب أقيم في موقع مستوطنة يهودية سابقة في خان يونس في جنوب قطاع غزة.
وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إنه لا علم لديها بأي نشاط عسكري إسرائيلي في المنطقة.
إلى ذلك، استشهد الفتى الفلسطيني محمد عويضة (17 عاماً)، أمس، متأثراً بجراح أصيب بها بعد تعرضه لإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي قرب الجدار الأمني في حيّ أم الشرايط جنوب مدينة رام الله في الضفة الغربية.
واعتقل الجيش الإسرائيلي أمس أربعة فلسطينيين خلال حملة دهم في الضفة الغربية.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن الجيش اقتحم مدينة نابلس، واعتقل فلسطينيين اثنين. كما نفّذ عمليتي دهم في رام الله وبيت لحم، اعتقل خلالهما ناشطين من حركة “حماس”.
وفي قطاع غزة، قال مصدر أمني فلسطيني إن مسلحين فجّروا عبوة ناسفة بالقرب من دورية إسرائيلية على الخط الأمني الفاصل قرب معبر كوسفيم جنوب قطاع غزة.
وأعلنت “كتائب الأقصى”، الذراع المسلح لحركة “فتح”، أنها قصفت بلدتي سديروت والنقب الغربي المحاذيتين لقطاع غزة بخمسة صواريخ محلية.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)