غزة ــ رائد لافي
تجددت الاشتباكات مساء أول من أمس بين حركتي “فتح” و“حماس” الفلسطينيتين، في أخطر انتهاك لاتفاق “التهدئة الداخلية” المعلن منذ خمسة أسابيع، وأدت إلى إصابة شخصين بجروح متفاوتة، وخطف نحو عشرين آخرين من الطرفين.
وقالت مصادر محلية إن “اشتباكات عنيفة دارت بالقرب من منزل أحد قادة كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح في منطقة مشروع بيت لاهيا شمالي القطاع”، قبل أن تنجح جهود الوساطة في إعادة الهدوء النسبي.
وأعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة “الجهاد الإسلامي” أنهما توصلتا إلى اتفاق بين “فتح” و “حماس” يقضي بإطلاق سراح المختطفين من الحركتين.
وفي أعقاب الاشتباكات، تبادلت حركتا «فتح» و«حماس» الاتهامات بالمسؤولية عن خرق «التهدئة».
وقال المتحدث باسم «فتح»، عبد الحكيم عوض، إن «هذه الأعمال تظهر أن هناك تياراً داخل حماس يتلقي أوامره من جهات خارجية يهدف إلى توتير الساحة الفلسطينية وإشعال نار الفتنة». وأشار إلى أن عناصر من «حماس» قاموا بخطف شقيق قائد كتائب شهداء الأقصى سميح المدهون ودهم بيت آخر، الأمر الذي جعل عناصر من «فتح» تقوم باختطاف نشطاء من «حماس».
ورد النائب في المجلس التشريعي عن «حماس»، أحمد أبو حلبية، على الاتهامات «الفتحاوية» بتحميل «التيار الانقلابي في فتح» مسؤولية جر الساحة إلى الاقتتال الداخلي. وقال إن بداية الأحداث كانت من جانب شخص ينتمي إلى «فتح»، «ويشتهر بافتعال المشاكل الكثيرة»، في إشارة إلى المدهون.
وفي سياق الفوضى الأمنية، قتل فلسطينيان، أحدهما من عناصر القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية، وأصيب آخرون، في حادثين منفصلين في القطاع.
وخطف مسلحون مجهولون مساء أول من أمس جايمي رازوري، المصور في وكالة «فرانس برس»، الذي يحمل الجنسية البيروفية.
وبينما تخيّم على القطاع أجواء من الحذر الشديد مع عودة التوتر بين الجانبين، كشفت مصادر إعلامية فلسطينية عن جهود تبذلها أطراف عربية لعقد قمة مصغرة في القاهرة لتطويق الخلافات الفلسطينية الداخلية المتنامية. وبحسب المصادر، فإن القمة المرتقبة ستشارك فيها‏‏ إضافة إلى مصر‏،‏ كل من السعودية والأردن‏،‏ وربما سوريا‏،‏ ووفد فلسطيني يضم عباس‏،‏ ورئيس الوزراء إسماعيل هنية‏.