انقسم العراقيون بشأن إعدام صدام حسين، بين مبتهج وحزين. ورغم أن الشعور الأول غمر الشيعة فيما خيم الأسى على السنة، إلا أن هذا الفرز المذهبي لم يكن بتلك الحدة في ما يتعلق بالرئيس المخلوع.فقد شهدت المناطق التي تطغى عليها غالبية شيعية كمدينة الصدر وابو دشير والشعلة والحرية في بغداد، فضلاً عن مدن جنوب العراق، مظاهر فرح بين الأهالي الذين استقبلوا نبأ تنفيذ حكم الإعدام بإطلاق الرصاص في الهواء وتوزيع الحلوى وترديد الأناشيد الدينية الحماسية عبر مكبرات الصوت.
وفي كردستان العراق، استقبل الأكراد النبأ نفسه ببرود وعدم رضا لتنفيذ حكم الإعدام قبل اتمام محاكمة صدام على الجرائم التي ارتكبها بحقهم في حملة الأنفال. وطالبت رئاسة الاقليم، في بيان لها، بعدم إسدال الستار على “جرائم” الرئيس الراحل بحق الأكراد.
وفي بلدة حلبجة الكردية، هلل المواطنون وهم يشاهدون صور إعدام صدام على شاشات التلفزيون.
اما في مناطق أخرى غالبيتها من الطائفة السنية كالأعظمية والفضل وحي الجامعة وحي العدل وحي العامرية في بغداد، فضلا عن بعض المدن في وسط العراق وشماله، فإن حالة من الوجوم قد هيمنت على السكان وهم يتابعون لقطات عملية الإعدام.
وفي تكريت، مسقط رأس صدام، اندلعت اشتباكات مسلحة بين متظاهرين غاضبين بسبب إعدام الرئيس المخلوع وقوات الشرطة والجيش العراقيين المنتشرة بكثافة في المدينة. وحصلت الاشتباكات رغم حظر التجول الذي فرض على المدينة طوال الأيام الأربعة الماضية.
وتوافد المئات من المحافظات والمناطق المجاورة لتقديم العزاء في تكريت والعوجة وقد رفعوا الأعلام العراقية وصور الرئيس الراحل.
وأقامت هيئة علماء المسلمين، المعارضة بشدة للاحتلال الأميركي، مجلس عزاء مستمراً منذ السبت في أحد مساجد تكريت.
واكتظت الشوارع بمئات الأشخاص في بغداد وسامراء أول من أمس احتجاجاً على إعدام صدام. وسار نحو 400 شخص، وهم يحملون صور صدام ويلوحون بالأعلام العراقية، في شوارع الاعظمية وهم يهتفون للرجل، الذي وصفوه بأنه «شهيد»، قائلين إن إعدام صدام سيعزز المقاومة.
كما توافد عشرات الشيعة من سكان الدجيل، التي شهدت الجرائم التي أعدم صدام عقاباً عليها، وقد غطوا وجوههم خوفاً من الانتقام لتقديم واجب العزاء في وفاة الرئيس السابق.
كما أصيب سبعة من الحراس وثلاثة من النزلاء على الاقل في سجن بادوش في شمالي العراق، أثناء أحداث شغب احتجاجاً على إعدام صدام.
( ا ف ب، د ب أ، رويترز، يو بي آي)