غزة ــ رائد لافي
عباس يخطط لتسليم دحلان إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية لمواجهة «حماس»!

عاد التوتر الداخلي أمس إلى الساحة الفلسطينية، مبلّلاً من جديد بالدم، بعدما قتل خمسة فلسطينيين في اشتباكات بين مقاتلي حركتي “حماس” و“فتح”، وسط حالة من الفوضى الأمنية، عبّر عن وحشيتها العثور على جثتي امرأة وطفل، فيما لا يزال مصير مصوّر وكالة “فرانس برس” مجهولاً، وهو ما استدعى دعوة الأجانب إلى مغادرة قطاع غزة، في وقت ينوي الرئيس الفلسطيني محمود عباس إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية لمواجهة الفوضى و... “حماس”.
وتجدّدت الاشتباكات الدامية بين أنصار “فتح” و“حماس”، رغم إعلان حركة الجهاد الإسلامي عن وثيقة شرف لمنع الانزلاق إلى مربع الاقتتال الداخلي، والحد من ظاهرة الفلتان الأمني المتنامية. وقتلت الفتاة منى صالحة (22 عاماً) بعد إصابتها بعيار ناري في الرأس، عندما تصادف مرورها مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين مسلحين من الحركتين شمالي القطاع.
وكانت مصادر طبية قد أعلنت في وقت سابق عن مقتل الناشط في حركة “فتح”، علاء محمد عناية (25 عاماً)، إثر اصابته بعيار ناري في الرأس، مجهول المصدر، بينما كان يقف على سطح منزله في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع.
وذكرت مصادر طبية أن سبعة فلسطينيين، بينهم أربعة من عناصر القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية، أصيبوا خلال الاشتباكات، التي تركزت في مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا.
وفي خان يونس، قال مسؤولو مستشفيات إن ثلاثة من المسؤولين الامنيين الموالين للرئيس الفلسطيني قتلوا في اشتباك مع مسلحين من “حماس”.
وقال جهاز الأمن الوقائي، التابع لعباس، إن الثلاثة، وهم اسامة نصار وأسامة الشامي وأنور النجار، قتلوا عندما نصبت وحدة تابعة لجهاز الشرطة الخاص في حركة “حماس” كميناً لسيارتهم في خان يونس.
واتهمت “حماس” جهاز الأمن الوقائي بإطلاق النار أولاً على موظفين في وحدة الشرطة في المنطقة. وفي سياق التوتر الداخلي، قالت مصادر محلية وشهود عيان إن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على موكب العميد في جهاز الأمن الوقائي محمد غريب لدى مروره في مخيم جباليا، وخطفوا اثنين من مرافقيه اقتادوهما إلى جهة مجهولة. وفي وقت لاحق، خطف مسلحون مجهولون ضابطاً في جهاز الامن الوقائي في مدينة خان يونس واقتادوه إلى جهة مجهولة. كما اختطف مسلحون مجهولون في بيت لاهيا أحد نشطاء حركة “حماس”.
وفي إطار حالة الفوضى الأمنية، قتلت امرأة وطفل، في حادثين منفصلين في القطاع حيث عثر على جثتيهما في ظروف غامضة.
وقال المدير العام للإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الطبيب معاوية حسنين، إن طواقم الاسعاف عثرت على جثة الطفل سامي عاشور ابو عطيوي (14 عاماً) في منطقة المغراقة وسط القطاع. وأشار إلى أن الطفل وجد جثة هامدة جراء اصابته بعيار ناري قاتل في الظهر، وظهرت على جسده ورأسه آثار تعذيب وضرب مبرح.
وفي شمال القطاع، عثرت الطواقم الطبية على جثة المواطنة حليمة النجار، في العقد الرابع من العمر، حيث أظهرت المعاينة الأولية انها فارقت الحياة جراء تعرضها لطعنات عديدة بواسطة آلات حادة في انحاء مختلفة من الجسد.
وفي هذا السياق، بقي مصير المصور الصحافي جايمي رازوري (50 عاماً)، الذي يحمل الجنسية البيروفية، مجهولاً لليوم الثالث على التوالي، وسط تنديد واسع من الرئاسة والحكومة والفصائل الفلسطينية.
واستهجنت “حماس” النداءات والنصائح من مسؤولين أمنيين فلسطينيين للصحافيين والرعايا الأجانب بمغادرة قطاع غزة، ورأت فيها “نداءات خطيرة جداً” من شأنها أن تنال من “نضالات الشعب وتشوّه سمعته”.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحركة فوزي برهوم، إن على “الجميع القيام بدوره في حماية الأجانب، وألا يكون دوره في مغادرتهم وإخلاء قطاع غزة ممن ينقل حقيقة معاناة الشعب”.
وعلمت “الأخبار” من مصدر فلسطيني رفيع المستوى أمس أن عباس ينوي إجراء تغييرات جذرية في قيادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية خلال الأيام القليلة المقبلة من أجل القضاء على ظاهرة الفلتان الأمني ولمواجهة قوة “حماس”.
وشدد المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، على أن قياديين كباراً في حركة “فتح”، منهم محمد دحلان، عرضوا على عباس إجراء التغييرات بسرعة كي لا يضيع الوقت أمام إنجازات “حماس” العسكرية.
ورجح المصدر أن يكلف عباس دحلان، سراً أو علناً، قيادة هيكلية الأجهزة الجديدة، لأنه يوصف بالرجل الأمني، وهو يسيطر حالياً على جهاز الأمن الوقائي، الذي أنشأه مع قيام السلطة عام 1994، وكانت مهمته الأساسية القضاء على حركتي “حماس” و“الجهاد الإسلامي”.