القاهرة ــ خالد محمود رمضان
صفقة إطلاق الأسرى الفلسطينيين مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط تترقب اللقاء الذي يجمع الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت اليوم في شرم الشيخ، بعد إعلان حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أمس تعثر المفاوضات ورفض إسرائيل لمطالبها.
وقالت مصادر مصرية إن القمة، التي يتوقع أن تثير ردود أفعال شعبية غاضبة بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان والممارسات الوحشية لقوات الاحتلال فى الأراضي الفلسطينية المحتلة، تندرج في إطار اللقاءات والاتصالات المكثفة التي تقوم بها مصر مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ومع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بهدف إعادة إحياء عملية السلام وكسر ما يعتريها من جمود.
واتفقت مصادر مصرية وفلسطينية وإسرائيلية على أن صفقة تبادل الأسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ستكون في صلب المحادثات، لما ينطوي عليه الموضوع من أهمية للمجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني، كونه يؤثر على الإفراج عن أسرى فلسطينيين.
وتوقعت مصادر إسرائيلية للإذاعة الإسرائيلية أن يطلب مبارك من أولمرت التسهيل على الفلسطينيين قدر الإمكان وتحويل المستحقات الضريبية إلى السلطة الفلسطينية، إضافة إلى إخلاء سبيل 26 معتقلاً مصرياً لدى الدولة العبرية.
وأعلن مصدر مصري مسؤول أن المباحثات بين مبارك وأولمرت ستتطرق إلى آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية‏،‏ وخصوصاً مسألة التهدئة بين إسرائيل وفصائل المقاومة‏، وكذلك الصفقة المزمع التوصل إليها بخصوص إطلاق سراح شاليط‏.‏
وأشار المصدر إلى أن نجاح عملية إطلاق الجندي الإسرائيلي سيساعد على إنجاح جهود تأليف حكومة وحدة وطنية تضم “حماس” و“فتح” وعلى استمرار التهدئة مع اسرائيل. واضاف إن مصر ترى إمكان وجود تقاسم وظيفي يقوم به الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمفاوضات، في الوقت الذي تستمر فيه “حماس” في إدارة الحكومة.
وأشار المصدر نفسه إلى أن مبارك سيعرض على أولمرت رؤية مصر لسبل عودة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين‏، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيعرض على الرئيس المصري وجهة نظر تل أبيب في هذا الشأن‏.‏
إلى ذلك، وبعد الأجواء الإيجابية التي سادت أول من أمس بشأن قرب إقرار صفقة الأسرى، كشفت صحيفة «معاريف» أن أولمرت وممثله الخاص لملف الأسرى عوفر ديكل، رفضا اقتراحات تقدّمت بها شخصيات أمنية إسرائيلية على صلة بملف الأسرى بإجراء اتصالات مباشرة بحركة «حماس».
وذكرت الصحيفة أن الاقتراحات، التي أثارها مسؤولون كبار سابقون في «الشاباك» خلال مشاورات داخلية، جاءت على خلفية مؤشرات إيجابية لإجراء لقاءات مباشرة من جانب «حماس»، التي ألمحت، بحسب الصحيفة، إلى أنها لا تثق بالوساطة المصرية ولا ترى أنها منصفة.
من جهته، اتهم المتحدث باسم «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أبو عبيدة، إسرائيل بالتراجع عن إتمام صفقة تبادل الأسرى. وقال إنه «حدث في الفترة الأخيرة تقدم وانفراج ملحوظ في المفاوضات بشأن عقد صفقة التبادل، ما أعطى الانطباع بأن الصفقة ستنفذ بسرعة، لكن إسرائيل أكدت مجدداً رفضها للشروط الفلسطينية».
وشدد أبو عبيدة على تمسك الفصائل الفلسطينية بشروطها للإفراج عن شاليط، مشيراً إلى أنها مستعدة لاحتجاز الجندي مدة طويلة ما «لم تكن الصفقة مرضية للشعب الفلسطيني».
إلى ذلك، انتقدت صحيفة “الأهرام” المصرية، التي تعبّر عن الموقف الرسمي المصري، التفجيرات التي أجرتها إسرائيل أول من أمس في صحراء النقب لتجربة منشأة تحت الأرض تزعم أن مهمتها رصد أي تجربة نووية محتملة في إيران لحساب الأمم المتحدة.
وقالت “الأهرام”، في افتتاحيتها، إن التفجيرات تشير إلى دلالات عديدة، أهمها الثقة التي سيولدها هذا العمل بين إسرائيل والمنظمة الدولية، في الوقت الذي تمتلك فيه إسرائيل أكثر من 200 رأس نووي، وترفض توقيع معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية “وإذا بها تعرض هذه المهمة على الأمم المتحدة”.