لعلّها المرة الأولى التي يكتب فيها جورج بوش الإبن مقالاً في صحيفة أميركية، محوره ملفّ الحرب على العراق، الشغل الشاغل للرئيس الأميركي الذي لم يطرح أي أفكار أو حلول لأي من المشاكل الداخلية أو الخارجية للإدارة الأميركية، بل اكتفى بمد يده الى الديموقراطيين قبل يوم من بدء حكمهم في الكونغرس في دورته الجديدة.وكتب بوش، في مقال نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس، أنه سيكشف في الأيام المقبلة عن سياسته الجديدة في العراق حيث وعد باعتماد استراتيجية جديدة، بعدما تجاوز عدد القتلى الأميركيين في هذا البلد عتبة الثلاثة آلاف قتيل، مشيراً الى أنه سيتوجه نحو «مساعدة العراقيين على تولي زمام الأمور في المجال الأمني، وتسريع موعد إشراف الحكومة العراقية على شؤون البلاد إشرافاً تاماً».
وأضاف بوش «في نهاية المطاف، على العراقيين أن يتمكنوا من تسوية المسائل الأكثر إلحاحاً التي يواجهونها. إنهم وحدهم قادرون على القيام بذلك، لكننا نستطيع المساهمة في القضاء على المجموعات المتطرفة داخل العراق وخارجه. كما يمكننا مساعدة الحكومة العراقية الجديدة في تولي مسؤولياتها».
من جهة أخرى، أعرب الرئيس الأميركي عن استعداده للعمل مع الديموقراطيين، عشية بدء عمل الكونغرس الجديد في ظل غالبية ديموقراطية للمرة الأولى منذ 12 عاماً، لكنه حذر من الوصول الى «طريق مسدود إذا اختار الكونغرس إقرار نصوص هي مجرد بيانات حزبية».
وتابع بوش «معاً نملك فرصة خدمة الشعب الأميركي عبر معالجة المشاكل المعقّدة التي يتوقع الكثير ألّا نهتم بها، وحتى أن نحلّها، في الأجواء الفئوية المهيمنة الآن في واشنطن»، محدداً أولويات عمله بالحرب على العراق وإضفاء طابع دائم على التخفيضات الضريبية، وهما الملفان الأكثر عرضة للانتقاد من قبل الحزب الديموقراطي.
واعتبر بوش أن «زعيمي الحزبين (الديموقراطي والجمهوري) يدركان رهانات هذا الصراع. تتوافر لدينا الآن فرصة بناء توافق للمواجهة وكسب الحرب»، مضيفاً «سنظهر لأعدائنا أن النقاش المفتوح الذي يعتبرونه ضعفاً قاضياً هو قوة كبيرة».
وبالنسبة لبوش، فإن مجلسي النواب والشيوخ الجديدين، اللذين يبدآن دورة انعقاد جديدة اليوم، سيخلقان بيئة غير مريحة خلال العامين الأخيرين من رئاسته.
الى ذلك، أفاد استطلاع للرأي أجرته صحيفة «ميليتاري تايمز» أن غالبية الجنود الأميركيين فقدوا الثقة بالطريقة التي يدير فيها بوش الحرب في العراق.
وطبقاً للاستطلاع، فإن «ثلث أعضاء القوات المسلحة فقط يوافقون على طريقة إدارة الرئيس للحرب».
(أ ف ب، يو بي آي، د ب أ)