كشف 26 عميلاً من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (أف.بي.آي) أمس عن انتهاكات بحق المعتقلين في زنازين سجن جزيرة غوانتانامو في كوبا.وذكرت وثائق للـ«أف بي آي»، التي جرى جمعها أثناء تحقيق داخلي ونشرت أول من أمس، أن الانتهاكات تضمنت تقييد المحتجزين بالسلاسل لفترات طويلة والإساءة إلى القرآن واستخدام الكلاب في ترويع المحتجزين واللجوء إلى التهديد الجنسي.
وقالت الوثائق “حدثت مرات عديدة رؤية محتجزين في غرف التحقيق وقد قيّدت أيديهم وأرجلهم بالسلاسل في وضع الجنين على الارض من دون مقعد وماء أو طعام، حيث كان معظمهم يتبول أو يتبرز على نفسه، وكانوا يتركون على هذا الحال لمدة 18 و 42 ساعة بل وأكثر”.
وقال عملاء الاستخبارات إن المحققين كانوا يطأون القرآن وهم يستجوبون المحتجزين، الذين أبلغوا عملاء الاستخبارات أنهم تعرضوا للضرب. وشكا أحدهم من أن حارسة احتكت به وداعبته ومسحت دم حيضها على رأسه.
وتحدث عملاء عن مشاهدتهم لمحتجزين أصيبوا بكدمات وقطع في الوجه وكسرت أصابعهم، في غرف إما شديدة البرودة أو شديدة الحرارة. وقال عدد محدود من العملاء إنهم شاهدوا محتجزين لفوا بأعلام إسرائيلية.
كما جاء في الوثائق أن عملاء المكتب سمعوا أن أحد المحققين يتباهى بالرقص فوق جسد أحد المحتجزين.
إلا أن الـ“أف بي آي” نفى علاقة أي من عملائه بعمليات التعذيب هذه، مضيفاً إن متعاقدين أمنين مدنيين أو عسكريين هم الذين قاموا بذلك. وقيل لعملاء المكتب أحياناً إن هذه المعاملة تمت الموافقة عليها من جانب وزارة الدفاع أو إنها لا تخالف سياسة الوزارة.
وقال أحد العملاء إن وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد وافق على أسلوب تقني يوضع المحتجزون بموجبه في زنازين معتمة، ويتم استجوابهم لمدة 24 ساعة متواصلة.
وتم نشر التقرير بناءً على طلب، بموجب قانون تدفق المعلومات، تقدّم به اتحاد الحريات المدنية الأميركي، وهو منظمة غير تجارية، تكرس جهودها لحماية الحريات المدنية عن طريق قضايا المحاكم والتشريع.
ورفع الاتحاد دعوى نيابة عن معتقلي غوانتانامو، الذين قالوا إنهم تعرضوا للتعذيب. ومن بين المتهمين رامسفيلد.
ويضم معتقل غوانتانامو نحو 600 سجين لا يتمتعون بحقوقهم القانونية والإنسانية، وغالباً ما تساء معاملتهم.
(يو بي آي، د ب أ، ا ب)