موسكو ــ حبيب فوعاني
نجاد يتحدى الغرب: وقود نووي للاستخدام الصناعي

يبدو أن القرار الدولي الرقم 1737، الذي يفرض عقوبات على إيران، لم يرو عطش الولايات المتحدة التي تنوي فرض عزلة اقتصادية محكمة على طهران بمساعدة حلفائها الأوروبيين.
وذكرت وكالة “ريا ــ نوفوستي” الروسية أمس أن الإدارة الأميركية تعدّ خطة استراتيجية جديدة للضغط على إيران، يتم وفقها إقناع حكومات الدول الأوروبية الحليفة والمؤسسات المالية العالمية بقطع علاقاتها العملية مع الشركات الإيرانية المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني وصناعة الصواريخ. وأضافت أن بريطانيا وفرنسا ساندتا المبادرة الأميركية، في حين لم تؤيدها ألمانيا بعد.
وينوي البيت الأبيض في القريب العاجل تقديم مشروع قرار بذلك إلى مجلس الأمن الدولي للنظر فيه.
وتأمل الولايات المتحدة وحلفاؤها المستاؤون من العقوبات المخففة جداً، التي فرضها القرار 1737، إجبار طهران على إغلاق برنامجها النووي.
ويبدو أن الولايات المتحدة تريد الانتقام لهزيمتها في الشهر الماضي في معركتها الدبلوماسية مع موسكو وبكين حول إيران في الأمم المتحدة.
وفي فيينا، تراجع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مشروعات المساعدة الفنية التي تقدمها لإيران لمعرفة إذا ما كان أي منها قد ينتهك قرار الأمم المتحدة، الذي فرض عقوبات على طهران بشأن مخاوف من أنها تسعى سراً لصنع أسلحة نووية.
وقال دبلوماسيون لدى الوكالة الدولية إن مجلس محافظي الوكالة التابعة للأمم المتحدة، الذي يضم 35 دولة، قد يعقد جلسة خاصة في النصف الثاني من كانون الثاني على أقرب تقدير، غير أن اتخاذ قرار بهذا الشأن ينتظر نتائج المراجعة، التي يجريها خبراء بأمانة الوكالة.
ويمنع القرار 1737 أيضاً الوكالة الدولية من تقديم المساعدات الفنية المرتبطة بتخصيب اليورانيوم أو إعادة معالجة الوقود النووي أو الأنشطة المتعلقة بالماء الثقيل، بينما يستثني مشروعات مخصصة «للأغراض الغذائية أو الزراعية أو الطبية أو السلامة أو غيرها من الأغراض الإنسانية».
غير أن دبلوماسياً كبيراً في الوكالة الدولية قال إن مشروعاً واحداً على الأقل يرجع تاريخه إلى العام 2001 بشأن «دراسة جدوى تحديث مفاعل بحثي» قد يتم وقفه بسبب قرار العقوبات.
والاجتماع التالي لمجلس محافظي الوكالة سيكون خلال الفترة من الخامس وحتى التاسع من آذار، غير أن دبلوماسياً في الوكالة الدولية قال إن بعض القوى الغربية تريد عقد اجتماع مبكر.
من جهته، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس إن بلاده ستبدأ «قريباً» إنتاج الوقود النووي للاستخدام الصناعي.
وأوضح نجاد، في خطاب ألقاه في ولاية خوزستان، أن «إيران دولة نووية اليوم، وقريباً سنضغط على الزر لإنتاج الوقود النووي للاستخدام الصناعي»، من دون أن يعطي تفاصيل عن موعد بدء إنتاج الوقود النووي أو حجم هذا الإنتاج.
وأضاف الرئيس الإيراني أن «على القوى العظمى أن تعلم أنها في نهاية المطاف يجب أن تخضع لمشيئة الشعب الإيراني وتعترف بحقوقه». وتابع: «إن القوى المتغطرسة تشعل الحروب في العالم من أجل تكريس هيمنتها على الشعوب ومصادرة ثرواتها».
وقال نجاد: “عندما اقتضت مصالح أميركا والكيان الصهيوني في المنطقة، فإنهم هاجموا لبنان بذريعة معينة، ومن أجل هذه المصالح يمارسون القتل في فلسطين يومياً. وساندوا صدام في السابق عندما استوجبت مصالحهم ذلك، ودفعوه إلى ارتكاب الجرائم والعدوان. واليوم، طبقاً لهذه المصالح، فإنهم فرحون بإعدام صدام ويقيمون الاحتفالات”.