رام الله ــ الأخبار
الإعلان الإسرائيلي المتكرر عن الحرص على “السلام” و“الحوار مع المعتدلين” الفلسطينيين، لا يجد ما يؤكده على الأرض، مع عودة الاجتياحات الواسعة في الضفة الغربية، ربما في إشارة إلى ما قد يؤدي إليه “حوار المستقبل”

ضربت إسرائيل عرض الحائط بكل جهود التهدئة، التي تبذل لإعادة الهدوء إلى الجبهة الفلسطينية، وآخرها القمة المصرية ــ الإسرائيلية أمس في شرم الشيخ، فاجتاحت آلياتالاحتلال وسط رام الله، بذريعة اعتقال مطلوبين، وهو ما أدى إلى استشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة 20 آخرين.
وشاركت عشرات الآليات الإسرائيلية، إلى جانب طائرات الـ“اباتشي” في العملية العسكرية، التي استمرت نحو ساعتين في دوار المنارة وسط المدينة، إلا أنها لم تتمكن من اعتقال المطلوب ربيع حامد، الذي اصيب وأفلت من قبضة الاحتلال.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن الشهداء هم يوسف عبد القادر (23 عاماً) وخليل البيروني (22 عاماً)، وعلاء حمدان، وجمال جميل جويلس. وأشارت المصادر إلى أن الصحافي فادي العاروري، الذي يعمل مصوراً لدى وكالة “معاً” الاخبارية المستقلة، أصيب بجراح في الرأس.
وقال محمد جلايطة من مدينة رام الله، إن قوات الاحتلال معززة بالآليات العسكرية والجرافات، اقتحمت المدينة وسط اطلاق نار كثيف، فيما اندلعت اشتباكات مسلحة بين القوة الاسرائيلية والمقاومين. وأضاف أن الجرافات الإسرائيلية حطّمت بعض السيارات وجرفت البسطات لفتح الطريق، فيما رشق الشبان الآليات العسكرية بالحجارة والزجاجات الفارغة.
وانسحبت قوات الاحتلال من وسط مدينة رام الله عقب العملية مخلّفة دماراً هائلاً في واجهات المحال التجارية ومنازل المواطنين، فيما خرج الفلسطينيون بالآلاف ليودعوا الشهداء ويتفقدوا آثار العدوان.
وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي في تل ابيب، إن القوات الاسرائيلية كانت تقوم “بنشاط اعتقال روتيني” عندما تعرضت لنيران فلسطينية.
وذكر مصدر عسكري إسرائيلي أن العملية العسكرية في رام الله تم تنفيذها بعد مصادقة مستويات عليا عليها، مثل قائد الجبهة الوسطى للجيش الإسرائيلي اللواء يائير نافيه.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت تحسبوا لإلغاء مصر اللقاء بين أولمرت والرئيس المصري حسني مبارك المنعقد في هذه الأثناء في منتجع شرم الشيخ المصري بعد العدوان.
ودان الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشدة العدوان الإسرائيلي، مشيراً إلى أنه دليل على أن “دعوات إسرائيل إلى السلام والأمن مزيفة”.
وطالب عباس، في بيان، المجتمع الدولي بالحكم على إسرائيل. وأضاف أن “الاعتداءات المستمرة ستؤدي فقط إلى تدمير كل جهود إحياء السلام”.
ودانت السلطة الفلسطينية العملية الإسرائيلية في رام الله. وطالب رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير، صائب عريقات، المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف “العدوان الاسرائيلي الذي يتعمد التدمير والقتل في المدن الفلسطينية إلى جانب سياسيات الاستيطان والجدران”. وقال عريقات “لقد دخلنا في محادثات مع إسرائيل بهدف إعادة الاعتبار للمكانة القانونية والامنية للمناطق الفلسطينية، لنفاجأ بهذا العدوان”.
كذلك، نددت حركة الجهاد الإسلامي بالعملية العسكرية الاسرائليلية. وقالت إن “الاجتياحات الإسرائيلية تؤكد أن العدو الأوحد الذي يتربص بشعبنا هو الاحتلال الظالم، الذي ينبغي أن توجه كل البنادق والرصاص إلى صدره”.
وأوضح المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي في غزة، وليد حلس، أن “هذا العدوان ينبغي أن يوحد شعبنا الفلسطيني وقواه”. وأضاف أن “الدم الفلسطيني النازف على امتداد الوطن يقول للمتقاتلين في غزة كفوا عن هذا الهراء، ووحدوا صفكم وقواكم ووجّهوا سلاحكم نحو عدوكم الذي يتربص بكم”.
وفي السياق نفسه، اعتقلت قوات الاحتلال شاباً قالت إنه مطلوب، بعدما أصابته بجراح في بلدة الدوحة في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية.
وكانت مصادر إعلامية إسرائيلية قالت أمس، إن قوات الاحتلال اعتقلت فجراً 13 فلسطينياً من مدن الضفة الغربية، بدعوى أنهم مطلوبون.
وكان أربعة فلسطينيين، بينهم طفل، أصيبوا في إطلاق نيران من قوات الاحتلال المتمركزة شمالي قطاع غزة.