رأى الرئيس الأميركي جورج بوش أول من أمس أن إعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين كان يجب أن يتم بطريقة «لائقة أكثر»، داعياً العراق إلى تحقيق كامل في ما حصل خلال عملية الشنق.وقال بوش، إثر محادثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في البيت الأبيض: «كنت أتمنى بالتأكيد لو أن الإجراء تم بطريقة لائقة أكثر»، مضيفاً أن صدام «حصل على محاكمة لم يكن مستعداً لتأمينها لآلاف الأشخاص الذين قتلهم». وتابع: «نتوقع حصول تحقيق كامل في ما جرى».
وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض طوني سنو أن بوش أبلغ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في اتصال هاتفي، أن قرار التحقيق في الشريط المصور حول إعدام صدام هو «ما يجب القيام به».
وأوضح سنو أن بوش لم ينتقد الطريقة التي أعدم بها صدام، إلا أنه قال: «ما يجب القيام به هو التحقيق في الشريط الذي التقط وظروف الإعدام».
وفي هذا السياق، أعلن المحامي العراقي ودود فوزي، أحد أعضاء هيئة الدفاع عن صدام، أنه التقاه قبل أقل من 24 ساعة من إعدامه.
ووفقاً لصحيفة «العرب اليوم» الأردنية، فإن صدام «سخر خلال اللقاء من تحرك المصالحة في العراق التي تستثني حزب البعث، ورأى أن الذهاب إلى المصالحة من دون حزب البعث لن يجدي شيئا».
وعن الأنباء حول احتمال تدخل السعودية إذا ما تعرض سنة العراق إلى الخطر، قال صدام: «رغم أنهم نفوا هذه التصريحات، لكن هذا جزء من الجو، وجاءت بعد ذلك تصريحات لعلماء مسلمين»، متابعاً: «رغم أن موقفهم يثير الطائفية أكثر من خدمة الاتجاه القومي، إلا أن أكثر من 17 عالماً سعودياً يحشدون الطاقات لحماية السنة في العراق».
وأشار صدام، خلال لقائه فوزي، إلى أن «جولات المسؤولين السعوديين في الخليج والمنطقة دليل على شعور بالخطر الإيراني»، مشيراً إلى أن الأميركيين «سيكونون في حالة أسوأ من الحالة التي هم فيها الآن خلال شهرين».
وفي لندن، أفادت صحيفة «إندبندنت» أمس بأن نواباً من مختلف الأحزاب السياسية البريطانية يطالبون رئيس وزراء بلادهم طوني بلير بالإدلاء ببيان عن «الإهانات التي تعرض لها صدام» قبل عملية إعدامه، وتسريب فيلم يصور العملية.
ويلوذ بلير بالصمت حيال القضية رغم الضغوط عليه. وهو اكتفى أمس بالقول، في مؤتمر صحافي، إنه سيجد «طريقة للحديث عن الأمر، لكن ليس اليوم».
ووصف زعيم حزب الديموقراطيين الأحرار المعارض كامبيل صمت بلير بأنه «أكثر بلاغة من أي شيء يمكن أن يقوله».
وفي طهران، اتهم خطيب صلاة الجمعة أحمد خاتمي الولايات المتحدة باستغلال «موت صدام لتجسيد الانقسامات بين الشيعة والسنة»، مضيفاً أن «الطغاة ليس لهم دين. صدام لم يكن سنياً ولم يكن يؤمن بأي دين. صدام لم يقتل الشيعة فحسب».
وأضاف خاتمي أن «مخطط العدو في العراق وإيران هو تأجيج الخلافات بين الشيعة والسنة».
وفي ردود الفعل أيضاً، دانت رئاسة الاتحاد الأوروبي أمس عقوبة الإعدام مع تزايد الحديث عن توجه الحكومة العراقية لإعدام برزان التكريتي، الأخ غير الشقيق لصدام، وعواد البندر، رئيس المحاكم الثورية السابق.
وقال الاتحاد الأوروبي، في بيان، إن الشعب العراقي «يستحق مستقبلاً أفضل، والتعامل بعقلانية مع الجرائم التي ارتكبت في الماضي قد يساعد على تحقيق المصالحة» في العراق.
وفي عمان، تظاهر نحو ثلاثة آلاف شخص أمس وسط العاصمة الأردنية للتنديد بإعدام صدام، مطالبين بإغلاق السفارة الإيرانية.
وفي المنامة، هاجم ملثمون مقر جمعية التجمع القومي الديموقراطي مساء الخميس احتجاجاً على إقامة مجلس عزاء عن روح صدام. وفي كشمير الهندية، استخدمت الشرطة طلقات مطاطية وغازات مسيلة للدموع لتفريق مئات الأشخاص تظاهروا احتجاجاً على إعدام صدام، ما أدى إلى إصابة 20 شخصاً.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب أ)