علي حيدر
أثار تقرير صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أمس عن خطة أعدها الجيش الإسرائيلي لتدمير المنشآت النووية الإيرانية لتخصيب اليورانيوم عبر ضربة جوية يستخدم فيها سلاحاً نووياً تكتيكياً، ردود فعل إسرائيلية وإيرانية متفاوتة. فقد نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، مارك ريغيف، المعلومات التي تضمنها التقرير، واصفاً إياه بأنه غير صحيح. وقال إن «إسرائيل تدعم تماماً جهود المجتمع الدولي لإنهاء البرنامج النووي الإيراني. كما أنها تدعم تماماً القرار 1737، وعلى المجلس الدولي أن يكون مستعداً لاتخاذ إجراءات أقسى بحق إيران».
كذلك، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى وصفه للنبأ بأنه سخيف، مشيراً إلى أن «التفكير بأننا سنشن هجوماً على إيران بقنبلة ذرية ونقوم بكشف الهجوم مسبقاً للصحيفة، أمر مثير للضحك». وقال المسؤول نفسه إن «السياسة الإسرائيلية في هذا الملف، التي دعا إليها أرييل شارون ويتبعها رئيس الوزراء الحالي إيهود أولمرت، لم تتغير، وإسرائيل لا تنوي توجيه ضربة عسكرية لإيران».
لكن قائد سلاح الجو الإسرائيلي الأسبق، اللواء إيتان بن إلياهو، رأى أن «المنظومة الأمنية الإسرائيلية مستعدة لكل الخيارات»، وأن سلاح الجو بدأ «قبل 10 سنوات إجراء تدريبات من نوع كهذا، ليس فقط ضد إيران، بل أيضاً ضد العراق واهداف بعيدة في شمال سوريا». ورأى بن الياهو أن واجب المنظومة الأمنية الاستعداد لشن هجوم كهذا «وسيكون إهمالاً غير مسؤول ومجرماً إذا لم تستعد إسرائيل لتهديد يمتلك معقولية مرتفعة». ولكنه أضاف أن «المسافة بين الاستعداد لكل الخيارات وما عرضته الصنداي تايمز من مخطط حسي مسافة كبيرة».
في المقابل، حذرت إيران من أي اعتداء عليها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، إن «أي عمل ضد الجمهورية الإسلامية لن يفلت من الرد وسيندم المعتدي بسرعة كبيرة». وأشار حسيني إلى أن هذه المعلومات تأتي «بعد اعتراف رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بأن النظام الإسرائيلي يمتلك سلاحاً نووياً»، في إشارة إلى تلميح أولمرت بامتلاك إسرائيل أسلحة نووية خلال جولته الأخيرة في أوروبا.
وكانت «صنداي تايمز» نشرت في وقت سابق تقريراً، ذكرت أنه يستند إلى مصادر عسكرية إسرائيلية، يفيد بأن سلاح الجو الإسرائيلي يتدرب على قصف المنشآت النووية الإيرانية بأسلحة نووية تكتيكية، لكون الأسلحة التقليدية لن تحدث دماراً كافياً في المنشآت النووية المحصنة.
ويوضح التقرير أن سربين من مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي يتمركزان في قاعدتي تل نوف وحتسريم، يتدربان على هذه العملية، وأن المقاتلات الإسرائيلية نفذت طلعات جوية في منطقة مضيق جبل طارق كجزء من عملية التحضير.
وأضاف التقرير أن الهجوم المخطط يبدأ بإطلاق قذائف تقليدية موجهة بالليزر إلى منشأة تخصيب اليورانيوم في «نتانز»، بالإضافة إلى هدفين رئيسيين آخرين: واحدة في أصفهان والثانية لإنتاج الماء الثقيل في أراك، ما يؤدي إلى فتح فجوة، وبعدها تُطلق قذائف نووية تكتيكية إلى داخلها. وبذلك يحدث الانفجار النووي تحت سطح الأرض.
وقالت الصحيفة إن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين التقوا مرات عديدة لدراسة عملية عسكرية ممكنة. لكنها نقلت عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية قولهم إن إمكان إقدام إسرائيل على شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية عبر استخدام أسلحة نووية تكتيكية، هو احتمال ضئيل.