strong>تحركت الدبلوماسية الفرنسية، وفي جعبتها ملفات لبنان وفلسطين والعراق، باتجاه القطبين العربيين: السعودية ومصر. ولئن كان الموقف الفرنسي واضحاً في دعم الحكومة اللبنانية، فإن إشارات وزير الخارجية فيليب دوست ـــ بلازي الى ضرورة إشراك دول الجوار العراقي في حوار لإيجاد «استقرار» في هذا البلد، وتسويقه لمؤتمر دولي حول فلسطين، قد تكون مؤشراً إلى مسار سياسي يتجه نحو إيجاد تسويات وفتح حوار مع إيران وسوريا
أعلن فيليب دوست ـــ بلازي، إثر محادثات مع نظيره السعودي سعود الفيصل أول من أمس في الرياض، أن مؤتمر «باريس 3» «هو الفرصة لإبداء التأييد للحكومة (اللبنانية)، وهي حكومة منتخبة جاءت من غالبية منتخبة»، مضيفاً «على حد علمي، لم تؤدّ الأزمة الحالية بأي حال إلى إعادة نظر، سواءٌ في ما يتعلق بمشاركة أي دولة أو في حجم مساعدات إعادة البناء»، من دون أن يقدم أرقاماً تتعلق بهذه المساعدات.
وقال دوست ـــ بلازي، خلال مؤتمر صحافي في الرياض التي زارها لبضع ساعات، إن محادثاته مع الفيصل تطرقت «لما يمكن فعله من أجل مساعدة لبنان ومساعدة الحكومة اللبنانية على تخطي الأزمة الحالية التي يعيشها اللبنانيون»، مجدداً دعم بلاده لحكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة.
وشدّد الوزير الفرنسي على ضرورة «ألّا يتحول لبنان أبداً مجدداً أسيراً للنزاعات والمصالح الغريبة عنه».
بدوره، أبدى الفيصل ترحيب السعودية بمؤتمر «باريس – 3»، مشدداً على «أهمية الوصول الى صيغة للوفاق الوطني للأزمة اللبنانية الراهنة حتى يستطيع المؤتمر أن يحقق أهدافه».
وأضاف الفيصل إنه «ليس هناك غرابة في الاجتماع مع حزب الله»، في إشارة الى لقاء الملك السعودي عبد الله مع وفد قيادي من حزب الله الأسبوع الماضي.
وأكد الوزير السعودي أن بلاده «ليست طرفاً في الخلاف، لكنها تريد أن تكون صديقة للبنان بكل طوائفه»، داعياً جميع الأطراف في لبنان «الى الاستجابة لمبادرة الأمين العام للجامعة العربية (عمرو موسى)، التي تمثّل الحل التوافقي الأنسب في ظل الظروف التي يعيشها بمعزل عن أي تدخلات خارجية تستهدف وحدة لبنان وإضعاف نسيجه الوطني».
وتطرقت المحادثات السعودية ـــ الفرنسية الى ملف العراق، حيث شدد الوزيران على «ضرورة إشراك جميع دول المنطقة (في الجهود من أجل حل الأزمة)، إن كانت هذه الدول تُبدي استعداداً للمساهمة في استقرار العراق»، في إشارة ضمنية الى إيران وسوريا.
وفي القاهرة، المحطة الثانية لدوست ـــ بلازي بعد الرياض، أعرب الوزير الفرنسي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري أحمد أبو الغيط، عن أمله في أن يبقى لبنان «بمنأى عن أي تدخلات أجنبية وخارجية»، داعياً الى «متابعة تنفيذ القرار 1701، والاستجابة لتطلعات اللبنانيين المتمثلة في أن يُحاكم مرتكبو الجرائم في لبنان».
وفي الشأن الفلسطيني، رأى دوست ـــ بلازي أن «الحل الوحيد لوقف إراقة الدماء الفلسطينية حالياً هو بأن تكون هناك حكومة وحدة وطنية، وأن يعمل الفلسطينيون معاً على احترام المبادئ الثلاثة التي نصت عليها اللجنة الرباعية»، مضيفاً «أعتقد أنه عمل يمكن أن يقوم به الاتحاد الأوروبي وخصوصاً فرنسا».
وقال الوزير الفرنسي إنه اتفق مع نظيره المصري على ضرورة «حمل الفلسطينيين على تخطي انقساماتهم والمشاركة في حكومة تستطيع الأسرة الدولية أن تعمل معها»، مشيراً إلى أنه من شأن عقد مؤتمر دولي، كان قد دعا اليه الرئيس الفرنسي جاك شيراك، أن «يسمح بإعادة الثقة المتبادلة بين الجانبين» الفلسطيني والإسرائيلي.
أمّا أبو الغيط فدعا من جهته الفلسطينيين الى الوحدة، معرباً عن اعتقاده بأن «الحل هو في يد الفلسطينيين. وأبناء فلسطين عليهم أن يدافعوا عن قضية فلسطين، وألا يحرقوا قضيتهم».
واستبعد أبو الغيط حصول لقاء بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت بحضور الرئيس المصري حسني مبارك ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي تزور مصر في 14 شباط المقبل.
(أ ب، أ ف ب، د ب أ، رويترز)