لم يعلن تنفيذ حكم الاعدام في الاخ غير الشقيق للرئيس العراقي السابق صدام حسين والرئيس السابق للمخابرات، برزان ابراهيم الحسن التكريتي، وفي رئيس محكمة الثورة في النظام السابق عواد البندر، رغم أن مصدراً عراقياً مسوولاً أبلغ «الأخبار» ان عملية شنقهما قد تمت بالفعل نهار أمس، في تمام الساعة السابعة والنصف صباحاً بتوقيت بغداد. وقال المصدر إن الحكومة العراقية قررت إرجاء الاعلان عن نبأ الاعدام الى وقت لاحق، تفادياً لردود الافعال الغاضبة في الشارع العراقي، وفي انتظار اختيار الوقت المناسب للاعلان عن ذلك، خاصة بعد ردود الافعال الغاضبة التي أثارها توقيت اعدام صدام صباح عيد الاضحى، فضلاً عن ملابسات عملية الاعدام.
وكان محامٍ من فريق الدفاع عن صدام وأعوانه قد أكد أمس، أن برزان والبندر كانا قد أعلما من الاميركيين أنهما سيعدمان في اليوم نفسه الذي اعدم فيه الرئيس العراقي المخلوع. وقال المحامي الاردني عصام الغزاوي، الذي زار بغداد الاربعاء والتقى برزان والبندر ونائب الرئيس السابق طه ياسين رمضان ونائب رئيس الوزراء السابق طارق عزيز، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»، ان «الاميركيين جاؤوا بعد الساعة الواحدة من فجر يوم السبت (المصادف الثلاثين من الشهر الماضي) إلى برزان التكريتي وعواد البندر بينما كانا نائمين وأبلغوهما قرار إعدامهما» على خلفية ادانتهما في أحداث الدجيل التي قتل فيها 148 عراقياً في الثمانينيات من القرن الماضي.
وأضاف الغزاوي «اقتادوهما من زنزانتيهما الى مبنى يقع على بعد ما بين 100 الى 150 متراً وطلبوا منهما كتابة الوصية، وبعد الانتهاء منها ظلا ينتظران في هذا المبنى حتى الساعة 8:30 صباحا». وتابع: «ثم عاد اليهما الاميركيون ليخبروهما بأن الامر تأجل ولن يعدما اليوم وإعيدا الى زنزانتيهما».
وقال الغزاوي إن هذه اللحظات «مخيفة ولا تقل رهبة عن الاعدام، ولو حصلت في بلد آخر لكانا قد اعفيا من عقوبة الاعدام».
وذكر المحامي أن المتهمين الاربعة «بكوا على رفيق عمرهم صدام حسين وكانوا متأثرين جداً حيث قال (طارق) عزيز انهم لم يغتالوا صدام بل اغتالوا العراق، فيما تمنى البندر لو انه اعدم مع صدام».
وقال الغزاوي، من جهة أخرى، ان «مقتنيات صدام من ملاحظات وأشعار وكتب وقصائد، والتي طلبناها، لم تسلم الينا من الاميركيين الذين طلبوا قراءتها بالكامل قبل تسليمها الينا». وأضاف «وعدونا أن يسلموها فور الانتهاء منها، لكنهم لم يحددوا اي موعد لذلك».
ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بإلحاح، في بيان نشرته الامم المتحدة أول من أمس، الحكومة العراقية الى تعليق تنفيذ احكام الاعدام.
وانتقد رئيس مجلس النواب الاردني عبد الهادي المجالي أمس تنفيذ حكم الاعدام في صدام فجر عيد الاضحى لكونه «لم يراع مشاعر ملايين العرب والمسلمين»، على ما افادت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا).
ونقلت الوكالة عن المجالي قوله ان «الامر بدا كأنه مقصود ومتعمد في اختيار الزمان والمكان والظروف، ويرمي الى ايذاء مشاعر العرب والمسلمين عمداً وعن سابق اصرار، اضافة الى ما رافق عملية الاعدام من مظاهر الانتقام والطائفية خلافاً لكل الشرائع السماوية».
وكانت «المفوضة العليا لحقوق الانسان» التابعة للامم المتحدة لويز اربور، قد دعت الأربعاء الماضي السلطات العراقية الى عدم تنفيذ حكم الاعدام في برزان وعواد، مشيرة الى وجود مخالفات في محاكمة صدام.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، أ ب)