أعلن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير أمس موقفه من عملية إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، بعد تأجيل أثار الكثير من التساؤلات، أرجعته صحيفة «دايلي ميرور» البريطانية لسعي بلير إلى أن ينال موقفه أقل قدر من الدعاية في الولايات المتحدة.وقال بلير، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الياباني شينزو ابيه الذي يزور لندن، إن «الطريقة التي أعدم فيها صدام حسين خاطئة تماماً، لكن ذلك يجب ألا يدفعنا لغض النظر عن الجرائم التي ارتكبها بحق شعبه»، مذكراً بــ«مئات الآلاف من ضحاياه».
وذكرت صحيفة «دايلي ميرور» أمس أن بلير خطَّط لتوقيت إدانته للطريقة التي تم من خلالها إعدام صدام، لكي تنال أقل قدر من الدعاية في الولايات المتحدة وتغطي عليها الكلمة الهامة التي سيلقيها الرئيس جورج بوش عن العراق.
وقالت الصحيفة إن المنتقدين يزعمون أن بلير «يخفي انتقاده لإعدام صدام عن الشخصيات النافذة في الولايات المتحدة حيث يأمل أن يحصل على أموال طائلة من وراء سلسلة المحاضرات التي سيلقيها هناك بعد أن يترك منصبه هذا العام».
وكشف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس أن السفير الأميركي لدى بغداد زلماي خليل زاد طلب تأجيل إعدام صدام لعشرة او خمسة عشر يوماً.
وقال المالكي، في مقابلة مع قناة «العربية» الفضائية: «نحن في الحقيقة رفضنا لأننا لا نريد أن نبقي باباً للمشكلة مثاراً بشكل دائم، قد يتطور ويصل الغاضبون من صدام إلى حالة من التظاهر مطالبين بالتنفيذ».
من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أمس إن بغداد «مصممة على تنفيذ» أحكام الإعدام بحق الأخ غير الشقيق لصدام والرئيس السابق للمخابرات، برزان إبراهيم الحسن التكريتي، ورئيس محكمة الثورة في النظام السابق عواد البندر، «خلال أيام».
إلى ذلك، رأى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس أن العراق قد يشهد «تطورات بالغة الخطورة» إذا لم يتمكن العراقيون من منع «حمام الدم»، والتوصل إلى تسوية بشأن وضع مدينة كركوك.
وقال أردوغان، أمام نواب حزبه «حزب العدالة والتنمية»، إن «إعدام صدام حسين وأيضاً أي محاولة لتنظيم استفتاء تكون نتائجه أمراً واقعاً في كركوك يمكن أن يؤديا إلى تطورات بالغة الخطورة في العراق والدول المجاورة».
(أ ف ب، رويترز، أ ب)