غزة - رائد لافي
هنية يتهم “اللجنة التنفيذية” بالانحياز ويحمّل إسرائيل و“دول الحصار” مسؤولية التوتر الداخلي

بدت ملامح انفراج في الأزمة الداخلية الفلسطينية مع إعلان عن قرب استئناف مشاورات تأليف حكومة وحدة وطنية بين “فتح” و“حماس”، وهو ما ترافق مع تبدل ملحوظ في موقف “حماس” من الاعتراف بإسرائيل، جاء على لسان رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، الذي أشار إلى أن “وجود إسرائيل بات أمراً واقعاً”، في وقت رجّحت معلومات احتمال لقاء مشعل والرئيس الفلسطيني محمود عباس في دمشق.
هذا الانفراج لم ينعكس تهدئة سياسية على الأرض، حيث استمر تبادل التهم بين الطرفين، وتحديداً بين القيادي “الفتحاوي” محمد دحلان ومسؤولي “حماس”، فيما اتهم رئيس الوزراء اسماعيل هنية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بالانحياز لـ“فتح”.
وقال مشعل، في مقابلة مع “رويترز” في دمشق، “هناك حوارات تجرى بيننا وبين فتح والأخ أبو مازن (الرئيس عباس) في السلطة... صحيح أن محطات فشلت في الحوار، لكن نحن كفلسطينيين ليس أمامنا إلا الحوار”. وأضاف: “هناك فرص للنجاح”.
وقال مشعل “نحن الآن نسعى إلى إقامة حكومة وحدة وطنية تشارك فيها القوى والفصائل والكتل البرلمانية”، مضيفاً أن حماس تصر على بقاء هنية في أي حكومة جديدة.
ووصف القيادي في حركة «حماس» دعوة عباس إلى انتخابات مبكرة الشهر الماضي بأنها خطوة «ضد القانون» ولن تتم. وقال إن الرئيس الفلسطيني لا يملك سلطة حل المجلس التشريعي. وأضاف «وإذا أصر على هذه الخطوة فمعناها أنه يريد تفجير الوضع الفلسطيني».
ورأى مشعل أن إسرائيل أمر واقع. وقال «أنا كفلسطيني اليوم أتحدث عن مطلب فلسطيني عربي بأن تكون عندي دولة على حدود 67.. صحيح أن الأمر الواقع يعني أن هناك كياناً أو دولة اسمها إسرائيل على بقية الأراضي الفلسطينية.. هذا أمر واقع».
وأضاف «أنا لا أتعامل مع هذا الأمر الواقع من منطلق الاعتراف أو الإقرار به.. هذا أمر واقع نشأ من ظروف تاريخية، ونحن اليوم نتحدث عن استعداد فلسطيني عربي للقبول بدولة على حدود 67».
إلى ذلك، قال مصدر فلسطيني واسع الاطلاع إن ترتيبات تجرى لعقد لقاء بين عباس ومشعل في دمشق.
وفي السياق نفسه، أعلن رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية رفيق الحسيني أن الفصائل والقوى الفلسطينية، ولا سيما حركتا “فتح” و“حماس”، ستعود الى المفاوضات، وتأليف حكومة وحدة وطنية خلال أيام.
في غضون ذلك، حمّل رئيس الوزراء الفلسطيني أطرافاً عديدة المسؤولية عن حالة الاحتقان الداخلي في الساحة الفلسطينية. وقال إن “المسؤولية عن الاحتقان الداخلي والتوتر تقع أولاً: على عاتق الاحتلال، وثانياً: على الأطراف التي تحاصر الشعب الفلسطيني، وثالثاً: على الأطراف التي تريد أن تتدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني، ورابعاً: على الأطراف التي تتساوق مع هذه الجهات”.
وانتقد هنية بشدة موقف اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من الأحداث الداخلية، واصفاً إياها بالنظر “بعين واحدة”.
في هذه الأثناء، حافظت “فتح” و“حماس” على وتيرة الحرب الكلامية المستعرة بينهما، وتبادل الاتهامات في خصوص ما آلت إليه الأوضاع الداخلية.
واتهم المتحدث باسم كتلة “حماس” البرلمانية صلاح البردويل، محمد دحلان بأنه “تلقى بعض الوعود والإغراءات والرشى الإسرائيلية والأميركية لخلق تيار انقلابي لمصلحة الأهداف الإسرائيلية”. وقال إن “دحلان يقوم بخوض معركة إعلامية لمواصلة الحملة التشويهية لحركة “حماس” والتخريبية للحكومة الفلسطينية”. وأشار إلى أن “دحلان أقل بكثير من أن يستهدف كشخص وهو المختلف عليه سياسياً ووطنياً وأخلاقياً”.
وجاءت اتهامات البردويل في سياق الرد على المقابلة التي أجرتها صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية مع دحلان، وشنّ فيها هجوماً لاذعاً على الحكومة الفلسطينية وحركة “حماس”.
ووصف دحلان من يقوم بسفك الدم الفلسطيني بأنهم مجموعة من “القتلة واللصوص”، الذين يخسرون الشارع الفلسطيني من خلال “قتلهم عناصر تنتمي الى حركة فتح”، في إشارة منه إلى حركة “حماس”.
وقال إن “حماس لن تنجح في تغيير نظامه اليومي أو برامجه وإنه سيستمر بعمل ما يريد والمشاركة بكافة المناسبات”، مشيراً إلى أن “حركة حماس متيقّنة من أن قتل محمد دحلان يعني انتهاء حركة فتح”.
وقال “لقد أثبتنا لحماس أن غزة ليست لهم وأن غزة ليست طورا بورا”، من خلال التظاهرة التي نظّمتها فتح في غزة هذا الأسبوع بمناسبة ذكرى انطلاقتها، وشارك فيها عشرات الآلاف.