تجدّدت الهجمات الجوية الأميركيّة أمس على المناطق الواقعة أقصى جنوب الصومال، حيث أفاد سكّان بأنّ الطائرات شنّت هجمات على المواقع نفسها التي استهدفتها مطلع الأسبوع، لكن متحدثاً باسم وزارة الدّفاع الأميركيّة نفى علمه بأية هجمات جديدة. وتزامن التّدهور الميداني مع ظهور خلافات جديدة مع جامعة الدول العربيّة على موقف الأخيرة من التدخّل العسكري الأميركي.وفي ظلّ نفي الحكومة الصومالية ضلوع واشنطن في عمليّات أمس، حيث قال المتحدث باسمها عبد الرحمن ديناري «إنّه أمر غير معقول»، أكّد نائب رئيس الوزراء الصومالي حسين محمد عيديد شنّ الغارات. مشيراً إلى أنّ «الهجمات ستتواصل حتى القضاء على الإرهابيين».
وفي دلالة على اتّساع الهوّة بين الحكومة الصوماليّة وجامعة الدول العربية، حول تصوّر أطر حلّ الأزمة، انتقدت الجامعة أمس ترحيب مسؤولين صوماليين بالغارات الأميركيّة.
وقال الأمين العام المساعد للجامعة أحمد بن حلي: «كنّا نتابع موقف بعض القادة الصوماليين، وكنّا نأمل حرصهم على سيادة بلادهم والمصالحة، بدلاً من الدعوة إلى التدخّل الأجنبي».
وألمح مسؤول صومالي رفيع المستوى لـ«الأخبار» إلى أن حكومته قد تنسحب من الجامعة إذا استمرّت الأخيرة في محاولة فرض وصايتها على القرار السياسي للسلطة الانتقالية.
وقال المسؤول، طالباً عدم الإفصاح عن اسمه، إن «الحكومة الانتقاليّة تشعر بالاستياء من مواقف الأمانة العامة للجامعة العربية. لدينا تساؤلات عن حقيقة الأجندة السياسية لأمينها العام عمرو موسى وكبار معاونيه».
وتساءل المسؤول: «لماذا تنتقد الجامعة بإلحاح الغارات الأميركية التي تساعدنا في القضاء على الإرهابيين، بينما تصمت على احتلال القوّات الأميركية للعراق»، مضيفاً أنّه «يتعين على مسؤوليها الفهم أنّنا ضقنا ذرعاً بمواقفهم المتناقضة ومعاييرهم المزدوجة».
واستمرّت ردود الفعل المختلفة على التدخّل الأميركي عسكريّاً في الأزمة الصوماليّة أمس، وعبّرت وزارة الخارجية الفرنسية عن «قلقها» بخصوص «العمليات الجويّة الأميركية»، وأسفت لسقوط ضحايا في صفوف المدنيين.
وقال المتحدث باسم الوزارة جان باتيست ماتيي إنّ «الهجمات الأميركيّة تُعقّد الوضع في الصومال، وقد تزيد من التوترات، الحادّة أصلاً في هذا البلد... القرن الأفريقي منطقة حسّاسة، ينبغي العمل على استقرارها. ونحن ندعم المبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى التخفيف من التوتّرات».
ودعا المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني إلى «عدم تدخّل الدول الأجنبية في تطوّرات الأحداث في الصومال، وتشجيع كل الأطراف الصومالية للجوء إلى الحوار الوطني».
وأيّد رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، الغارات الأميركية، ورأى، خلال الجلسة الأسبوعيّة للبرلمان البريطاني أمس، أنّ «الهجمات خطوة صحيحة للوقوف بوجه الجماعات المتطرّفة التي تستخدم وسائل العنف لتحقيق مآربها».
إلى ذلك، أعلنت الحكومة الانتقالية أمس، أنّ رئيس الوزراء علي محمد جيدي، أصدر مرسوماً يدعو جميع ميليشيات البلاد، ومن ضمنها الإسلاميون، إلى التجمّع في معسكرات تدريب القوّات الحكومية.
وقال المتحدث باسم الحكومة عبد الرحمن ديناري: «أولئك الذين لا يتناسبون مع احتياجات القوّات الأمنية، سيُعرض عليهم تدريبٌ في مجالات أخرى».
ورأت أديس أبابا أمس أنّها «أنجزت مهمّتها التي تقضي باستئصال التهديد الذي تشكّله الجماعات الإرهابية»، في الصومال. وقال وزير الإعلام الإثيوبي براهن هايلو، الذي كرّر نيات بلاده الانسحاب قريباً، إنّ «الحكومة الصومالية بلغت مستوى يسمح لها بقيادة البلاد بنفسها... مهمّة إثيوبيا، الهادفة إلى الدّفاع عن سيادتها، تكلّلت بنصر عظيم، ولم يعد بإمكان أيّة قوة تهديدنا».
(يو بي آي، أ ف ب،
رويترز، أ ب، الأخبار)