رام الله، غزة ــ الأخبار
«حماس» تنتقد أبو مازن وتتّهم أعضاء في «فتح» بعرقلة صفقة شاليط

الحديث عن مبادرات حوار على الساحة الفلسطينية، لم يعكسه خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أمس خلال الاحتفال بذكرى تأسيس حركة “فتح” في رام الله، حيث حمل على “حماس”، وشدد على المضي في خيار الانتخابات المبكرة، وهو مما انتقدته “حماس”، مضافاً إلى عدم تضمّن خطاب عباس دعوة إلى الحوار.
ورد عباس على اتهامات “حماس” بوجود عملاء وانقلابيين وكفار في حركة “فتح”، قائلاً “كلنا أبناء شعب واحد، لا يوجد فيه كافر ولا عميل ولا حقير”. ودعا “إلى التمسك بالوحدة الوطنية، والابتعاد عن الشعارات الفصائلية”.
وقال عباس “نوجه كلمتنا لمن يحملون السلاح، ما لم يكن لنا سلاح واحد وسلطة واحدة فلن يكون لنا وطن واحد، ونقول لهم كفى، نريد سلطة واحدة تناقش وتناضل باسم الشعب الفلسطيني الواحد”.
وشدد أبو مازن على ضرورة إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة، منتقداً الرد على هذا القرار بالعنف والرصاص. وأشار إلى “أنه في ظل تواصل الخلافات يجب التوجه الى القضاء”.
وشدد الرئيس على الثوابت الوطنية قائلاً “نذكّر بالثوابت الفلسطينية في هذا اليوم أكثر من أي يوم مضى وعلينا أن نتشبّث بها”، مضيفاً “لا نقبل بدولة لا حدود لها، ولا نتنازل عن قضية اللاجئين وقضية القدس ونعتبر الاستيطان غير شرعي، ولا للاستيطان في الضفة”.
وجدد أبو مازن التأكيد على التمسك بخيار السلام، قائلاً “نحن مع السلام وهذا ليس خافياً على أحد وليسمع الداني والقاصي، نحن نريد السلام العادل، فالفلسطيني أثبت أنه ليس قادراً على الاستسلام ولا على رفع الراية البيضاء”.
وغصّت شوارع رام الله والبيرة المؤدية إلى مقر الرئاسة بمئات الآلاف من الفلسطينيين، القادمين للمشاركة في المهرجان.
من جهتها، وصفت حركة “حماس” خطاب عباس بأنه “غير واقعي ومليء بالشعارات الخالية من الدعوة للشروع العاجل في الحوارات لتأليف حكومة وحدة وطنية”. وقال المتحدث باسم حركة “حماس” إسماعيل رضوان “إن الخطاب اتسم بالشعارات حول الوحدة وحرمة الاقتتال والتذكير بالثوابت كالقدس واللاجئين والاستيطان ومنظمة التحرير الفلسطينية وهي الشعارات التي ليس لها أثر في أرض الواقع”. وتابع “خطاب أبو مازن جاء ليحسّن صورة حركة فتح، التي هزّها خطاب الانقلابيين في غزة في احتفالهم الداعي للفتنة والقتل والحرب الأهلية وبعد الممارسات الإرهابية التي مورست في الضفة وغزة ضد قيادات وعناصر ومؤسسات حركة حماس”.
ونفى رضوان أن يكون هناك أي تغيير طرأ على سياسة حركته ونهجها تجاه إسرائيل أو الاعتراف بها، وذلك في تعليق على تصريحات رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل. وقال رضوان إن «تصريحات مشعل تم فهمها بشكل خاطىء»، مشدداً على أن «حماس» لن تعترف بإسرائيل.
من جهة ثانية، كشفت مصادر فلسطينية مقربة من حركة «حماس»، عن أن الحركة تلقت عرضاً مصرياً لإتمام صفقة تبادل الأسرى، يتضمن إطلاق سراح 1429 أسيراً فلسطينياً من سجون الاحتلال الاسرائيلي على ثلاث دفعات في مقابل إخلاء سبيل الجندي الاسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليط.
وقالت المصادر لـ“الأخبار” إن الدولة العبرية وافقت على الصفقة، قبل أن تتراجع حكومة الاحتلال بدعوى أن الوقت الراهن غير مناسب.
وأكدت المصادر أن حركة “حماس” تلقت العرض المصري أثناء وجود عدد من قيادات الحركة ورئيس الوزراء إسماعيل هنية في السعودية لتأدية فريضة الحج قبل حوالى أسبوعين.
واتهمت المصادر شخصيات فلسطينية محسوبة على حركة “فتح” ومؤسسة الرئاسة بالعمل على عرقلة إتمام صفقة التبادل، خشية أن تشكل مكسباً سياسياً مهماً لحركة “حماس” والحكومة.
وفي إطار الوساطات بين الحركتين، أجرى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين مهدي عاكف أول من أمس الأربعاء اتصالاً بمحمود عباس (أبو مازن)، وذلك بعد اتصال بخالد مشعل.
وأكد عاكف أن مشعل أعلن قبول وساطة مرشد «الإخوان» بعد إبلاغه بانزعاج الإخوان والشعب المصري بكل قواه السياسية والحزبية بسبب ما يحدث على أرض فلسطين بين أبناء الشعب الواحد.
وكشفت مصادر من جماعة الإخوان المسلمين عن أن مرشد الإخوان عرض على «حماس» القبول بتأليف حكومة وحدة وطنية تضم مختلف القوى السياسية حتى يتم تهدئة الأوضاع الداخلية.
من جهة ثانية، تبنّت “كتائب عز الدين القسام”، الذراع العسكري لحركة “حماس” إسقاط طائرة استطلاع حربية إسرائيلية من نوع “الزنانة” شمال قطاع غزة، بينما أعلنت إسرائيل أنها سقطت بسبب خلل فني.