شجبت سوريا وإيران أمس، الاستراتيجية الأميركية الجديدة في العراق، التي تتهم البلدين “بدعم العنف في البلد المضطرب”. وندّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانيه محمد علي حسيني بالاستراتيجية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي بشأن العراق، ورأى أنها تأتي في سياق «مساعي أميركا للاستمرار باحتلال هذا البلد». ووصف هذا الإجراء بأنه «هدية غير مناسبة قدّمها بوش إلى الشعب الاميركي في بدايه العام الميلادي الجديد».
وأضاف حسيني إن زيادة عديد القوات الأميركية «يعني توسّع نطاق الاضطراب الأمني والتوتّر، الأمر الذي لن يساعد على حل مشكلات هذا البلد». ورأى أن «السبيل الوحيد لخروج أميركا من مشكلاتها في العراق هو خروج قواتها على وجه السرعة».
وفي دمشق، وصف المحلل السياسي السوري عماد شعيبي، الذي تعكس آراؤه مواقف الحكومة السورية، اتهامات بوش لسوريا وايران بدعم ميليشيات بأنها “ليست ذات قيمة”. وقال “إذا أراد بوش تجاهل سوريا، فسوف يتجاهل بذلك إمكان إيجاد حل للوضع في العراق من أجل استقرار المنطقة”.
ورأت صحيفة “تشرين” الحكومية السورية أن تعقيدات الوضع في العراق تجعل من احتمالات فشل الخطة الجديدة “أكثر بكثير من احتمالات النجاح”. ووصفت الوضع في العراق بأنه “كارثي”، واستراتيجية بوش، “وفق ما ظهر منها، ستكون بمنزلة كارثة على كارثة، والخاسر الوحيد هو الشعب العراقي الذي يفقد يومياً منذ بداية الحرب الأميركية العشرات”.
وكان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع قد رأى، في تصريحات نشرت أمس، أن قرار نشر قوات أميركية إضافية في العراق هو “بمثابة صب الزيت على النار”. وأضاف “الحل السياسي هو الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة الخطيرة”.
وفي عمان، قال نائب الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي إرحيل غرايبة إن استراتيجية الرئيس الاميركي الجديدة في العراق والمنطقة محكوم عليها بالفشل، مشيراً الى أن التعديلات الطفيفة التي جاءت بها لم تغير من “جوهر المسار الاستعماري التسلطي الأميركي” في المنطقة.
وقال غرايبة “إن استراتيجية الإدارة الأميركية معروفة فهي تقوم على تقسيم العالم العربي وإضعافه وإثارة النعرات الإثنية والطائفية والمذهبية فيه”. ورأى أن الإدارة الأميركية “ليست جادة في تغيير استراتيجيتها تجاه المنطقة”، معرباً عن اعتقاده بأن “صورة أميركا القبيحة ستزداد قبحاً”.
(اب، يو بي آي، ا ف ب، رويترز)