القاهرة ــ الأخبار
شن الرئيس المصري حسني مبارك أمس هجوماً غير مسبوق على جماعة “الإخوان المسلمين”، معتبراً أنها “خطر على مصر”، كما انتقد طهران بشدة، مشيراً إلى أن مصر لن تقف موقف المتفرج أمام “امتلاك السلاح النووي”

رأى الرئيس المصري، في حوار مع صحيفة “الأسبوع”، أن “الإخوان المسلمين” خطر على مصر “لأنها تدعو إلى الدولة الدينية”. وحذر من “خطر سيطرة الاسلاميين على الحكم”. وقال “إذا افترضنا وصول هذا التيار فسوف تتكرر في مصر تجارب أخرى ليست بعيدة عنا تمثل الاسلام السياسي، ومحاولات فرض فكرها على شعوبهاوأشار مبارك إلى أنه “في حال وصول الاخوان الى السلطة، فإن كثيرين سيأخذون أموالهم ويهربون من البلاد كما أن الاستثمارات ستتوقف والبطالة ستتزايد”. وقال إن “هناك آراء متناقضة للجماعة بين المدنية والدينية في مصر”. وأضاف “من هنا أقول إن تيار جماعة الاخوان هو خطر على أمن مصر لأنه تبنّى نهجاً دينياً”.
وتأتي تصريحات مبارك في أعقاب قيامه بتقديم اقتراح للبرلمان بتعديل الدستور المصري ينص على حظر النشاط السياسي على الجماعات الدينية، وهو يستهدف جماعة الاخوان المسلمين.
ورد المتحدث باسم كتلة “الاخوان” في البرلمان حمدة حسني على تصريحات مبارك قائلاً: مبارك “يرتكب مغالطة باتهامه الاخوان بالدعوة إلى دولة دينية، وهو يعلم جيداً أن الاخوان يدعون إلى دولة مدنية، لكن بمرجعية إسلامية”.
وقال أعتقد أن “مبارك يسعى إلى الهروب من مسعى سلطاته تعديل الدستور بما يفرغ المادة الثالثة، التي تنص على أن الشريعية الاسلامية مصدر رئيسي، للتشريع بإدخال مواد تسير في اتجاه علمنة الدولة ومحاولة فصل الدين عن السياسة، ولكننا سوف نقف في وجه هذه التعديلات والتأكيد على هوية مصر الاسلامية، وسوف يعرف الشعب بتوجيهات تعديل الدستور”.
من جهة ثانية، دعا الرئيس المصري الى “رفع الأيدي عن العراق”، محذراً طهران من أي تدخل في هذا البلد. وقال إن “إيران تسعى إلى ان تكون لها ركائز في العراق والمنطقة. وأنا هنا أقول للجميع: ارفعوا أيديكم عن العراق”.
وقال الرئيس المصري “إن الذين يسعون الى تفتيت المنطقة عليهم أن يدركوا أن مخاطر التقسيم والتفتيت سوف تنعكس سلباً على العالم كله .. فالحروب الطائفية أو العرقية لن تترك أخضر أو يابساً، وستمثل تهديداً حتى لمنابع النفط، ولذلك أعود مجدداً لأحذر من هذا الخطر الذي يهدد الجميع”.
وفي ما يتعلق بالمشروع النووي الإيراني، قال مبارك “لا يمكن لمصر أن تظل صامتة تتفرج على امتلاك بعض القوى الإقليمية للسلاح النووي، ولا يمكن للعرب أيضاً أن يقبلوا العيش تحت تهديد محتمل”.
وأضاف “إذا ما استمرت الحال كذلك، فلا بد أن نفكر كيف نواجه هذه المخاطر التي تحيق بنا. إن من يمتلك السلاح النووي في غيبة من الآخرين هو الذي سيفرض إرادته وسيسعى دوماً إلى تحقيق مصالحه وأطـــماعه”.
إلى ذلك، نفى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس وجود خطط لخلق محور سني مصري ــ سعودي ــ تركي لمواجهة النفوذ الإيراني الشيعي في المنطقة. وقال “ان هذا ليس صحيحاً، فالأمر الصحيح هو أن العلاقات المصرية التركية السعودية كانت دائماً علاقات قوية وهي علاقات ثنائية ولا يوجد محور ثلاثي ولم تعقد اجتماعات ثلاثية”.
وأضاف أبو الغيط، في تصريح قبيل مغادرته القاهرة، متوجهاً الى تركيا، ان تطور العلاقة المصرية ــ التركية ومحاولة البحث عن نقاط تفاهم والتعرف الى المواقف “لا يعني اقامة محور، لكنه يعني تعميق التفاهم والتشاور ومحاولة العمل المشترك من أجل تحقيق الاستقرار وإقامة السلام وإعادة العراق عبر التعاون مع القوى القادرة على المساهمة في شؤون الاقليم مثلما كان في السابق”.