strong>جنّتي: دهم القنصلية في أربيل حماقة... واستراتيجية بوش تظهر جهله
الاقتحام الأميركي لـ«القنصلية الإيرانية» في أربيل واعتقال ستة أشخاص، أطلق أحدهم أمس، استدعى ردود فعل إضافية عنيفة من طهران، التي وصفت الخطوة الأميركية بأنها «حماقة»، فيما انتقدت روسيا الاقتحام.
وأكد بيان عسكري أميركي أمس «الإفراج عن شخص وبقاء خمسة آخرين قيد الاعتقال»، موضحاً أنه «سيتم استجواب المعتقلين وستتم مراجعة الوثائق والمعدات التي أخذت لتحديد مدى النشاط غير القانوني والإرهابي المزعوم».
وأعلن نائب المتحدّث باسم الخارجية الأميركية توم كيسي، أمس، أنّ مكتب أربيل استُهدف لأنّه مرتبط مباشرةً بـ“الحرس الثوري الإيراني”.
وقال كيسي: “بعد أن توافرت لدينا معلومات، تفيد بأنّ الأشخاص الموجودين فيه على علاقة بهجمات ضد القوّات المتعدّدة الجنسيات والقوات العراقيّة”، وتابع بأنّه “توجد معلومات عن علاقة هذا المكان بتنظيم الحرس الثوري، وغيره من التنظيمات الإيرانية التي تثير العنف”.
وفي بغداد، أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن الحكومة العراقية تبذل جهوداً من أجل إطلاق سراح الإيرانيين الخمسة «فهم مقيمون بصورة رسمية».
وأضاف: «اتفقنا مع الإيرانيين على افتتاح قنصليات لهم في أربيل والسليمانية، مقابل افتتاح قنصليتين عراقيتين في مشهد والأهواز»، مشيراً إلى أن «هذه الإجراءات لم تنته بعد، لكنها تسير وفق خطوات قانونية».
وتابع زيباري: «إن الحكومة العراقية أجرت اتصالات بالسفارة الأميركية في بغداد والقوات المتعددة الجنسيات بخصوص الموظفين الإيرانيين».
وأوضح: «سلمناهم جميع المعلومات المتوافرة لدينا عن طبيعة عملهم ومكانهم، وهم يعملون بموافقة الحكومة العراقية»، مشيراً إلى أنهم «يعملون منذ عشر سنين في أربيل».
وكان المتحدث باسم «البنتاغون» بريان ويتمان، قد أعلن أول من أمس من واشنطن، أن الأشخاص الستة الذين اعتقلوا خلال عملية أميركية في أربيل هم إيرانيون.
ونفى أن يكون المبنى الذي دهمته القوات الأميركية مقراً للقنصلية الإيرانية، وقال: «يمكنني أن أؤكد لكم استناداً إلى قواتنا هناك أن المبنى (المستهدف) ليس قنصلية أو مبنى حكومياً».
وفي طهران، أعلن الناطق باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني أن مسؤولين في الخارجية والسفارة الإيرانية في العراق ومسؤولين عراقيين يتابعون «بجد» قضية اعتقال الدبلوماسيين الإيرانيين، مضيفاً أن عمل القوات الأميركية «يتعارض والقوانين والمواثيق الدولية».
وكانت الخارجية الإيرانية قد استدعت أول من أمس السفيرين العراقي والسويسري في طهران «ودانت العمليات العسكرية التي قامت بها القوات الأميركية ضد القنصلية الإيرانية». وقدم مدير شؤون الخليج في الخارجية الإيرانية جلال فيروزنيان طلباً شديد اللهجة إلى العراق بهذا الخصوص.
وتتولى سويسرا المصالح الأميركية في إيران بسبب قطع العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن.
ووصف إمام جمعة طهران المؤقت آية الله أحمد جنتي، في خطبة الجمعة أمس، مهاجمة القوات الأميركية للقنصلية الإيرانية في أربيل واعتقال عدد من موظفيها، بأنه «عمل يتسم بالحماقة».
واتهم الولايات المتحدة وبريطانيا بدعم من وصفهم بـ«الإرهابيين» في العراق، مشيراً إلى أن انفجارات 11 ايلول في نيويورك 2001 «مسرحية قام بحياكتها الأميركان أنفسهم لكي يضربوا الشعوب الإسلامية، لكن الواقع يؤكد أنهم فشلوا في العراق وأفغانستان ولبنان، وقد فقدت شعاراتهم بريقها».
ووصف جنتي التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي جورج بوش عن إيران واستراتيجيته بشأن العراق بأنها «ترهات وتفاهات، تظهر جهله». وقال إن «خلق الفرقة بين الشيعة والسنة في العراق والعالم الإسلامي هي من بين الأدوات التي تستخدمها أميركا وبريطانيا وينبغي إسقاط هذه الأداة من أيديهم»، موضحاً أن «المسلمين الشيعة يدعون على الدوام إلى الوحدة بين كل الطوائف الإسلامية».
في سياق آخر، قال وكيل وزارة الداخلية ونائب الوزير للشؤون الأمنية محمد باقر ذو القدر إن جميع مشاريع ومخططات أميركا «قد وصلت إلى طريق مسدود، وستصل إلى طريق مسدود من الآن فصاعداً أيضاً».
وفي معرض إشارته إلى التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي عن العراق قال إن هذه التصريحات «دليل على أن أميركا قد أقرت بهزيمتها».
وفي موسكو، قال المتحدث باسم الخارجية ميخائيل كامينين في بيان: «من غير المقبول إطلاقاً أن يقتحم عسكريون قنصلية دولة أجنبية على أراضي دولة أخرى».
وتابع: «إنه انتهاك خطير لمعاهدة جنيف حول العلاقات القنصلية»، مطالباً الجيش الأميركي بتقديم «أدلة دامغة لا يمكن دحضها» على أن الإيرانيين المعتقلين كانوا يدعمون «نشاطات إرهابية».
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)