القاهرة ــ «الأخبار»
لم تلق محاولات الكاتب الإسلامي المصري محمّد عمارة أمس لتهدئة الأقباط، أي صدى، بعد حالة الغضب التي أثارها كتابه الأخير، الذي يدافع فيه عن «استباحة دم المسيحيّين وأموالهم، باعتبارهم كفّاراً وملحدين، ومكذّبين للنّبي محمّد».
وأصدر عمارة بياناً يعتذر فيه عن الخطأ الذي ارتكبه في كتابه «فتنة التكفير بين المسلمين والشيعة» قال فيه إنّه «استغرب الضجة التي صاحبت صدوره»، وفوجئ بمن «يردّد أنّه يتضمّن استباحة لدماء غير المسلمين»، موضحاً اكتشافه بأنّه أخطأ حين نقل عن الإمام أبو حامد الغزالي، فقرةً من كتابه «فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة»، من دون التنبّه إلى أنّها تتعلّق بإباحة دماء المسيحيّين.
ورفضت الرموز المسيحيّة الغاضبة اعتذار عمارة، على اعتبار أنّ الكتاب أصبح منتشراً فى الأسواق، وبسعر تشجيعي. ورفض راهب الكنيسة المعلّقة مرقص عزيز سحب البلاغات التى كانت قد قُدّمت إلى النائب العام ضدّ مؤلّف الكتاب وناشره، مشدّداً على أنّ «الاعتذار لا يكفي».
وبدا أنّ الكنيسة القبطية، التي لم تتورّط حتى الآن في الجدل الدائر حول الكتاب، مصمّمة على رفض التهدئة التى حاولها وزير الأوقاف حمدي زقزوق، الذي أكّد أنّ الكتاب لا يتضمّن مساساً بالمسيحيين.
ويرى أصحاب البلاغات أنّ الاستهانة بالمسيحيين متواصلة، حيث سبق للكاتب أن قدّم مجموعة مقالات، نُشرت في يومية «الأخبار» التابعة للحكومة، تكفّر الأقباط، ولم تجر محاسبته على فتواه «المثيرة للحقد الطائفي»، والتي باستطاعتها «إشعال حرب دينية بسهولة شديدة فى مصر».
وربطت مصادر مسيحية بين كتاب عمارة ومقال نُشر في مجلّة شهرية إسلامية للكاتب محمد مورو، عن الأحوال الداخلية للكنيسة المصرية، معتبرةً أنها حملة موجّهة ضد المسيحيّين والوحدة الوطنية فى مصر، وخصوصاً فى ظلّ أجواء محتقنة، تفجّر أزمات «أسلمة المسيحيّات»، التي كانت أشهرها الأزمة المعروفة باسم صاحبتها «وفاء قسطنطين».
وتردّ أطراف مرتبطة بالتيّار الإسلامي، على «الانتقادات القبطيّة»، من خلال الإشارة إلى عنوان العدد الصادر قبل أسبوعين لجريدة «وطني» القبطيّة، والمتضمّن «اتهام الإخوان المسلمين بغسيل الأموال»، ويرون أنّه لا يتعلّق فقط بمتابعة القضية، التي تمسّ قيادات إخوانية، لكنّه تسخين طائفي لمصلحة الحكومة.