strong>“الكفاح الثوري” تتبنى الهجوم... واليونان تدافع عن العلاقة مع واشنطن
تعرضت السفارة الاميركية في اثينا فجر امس لإطلاق صاروخين، في هجوم وصف بأنه “الاكثر خطورة”، نفذته مجموعة يسارية، غير أن الهجوم، الذي يأتي بعد يومين على الاعلان عن الخطة الأميركية الجديدة للعراق، لم يسفر عن سقوط اي ضحايا.
ونددت السلطات اليونانية بالهجوم. وأبلغ الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس الولايات المتحدة “استياء الشعب اليوناني”.
وبدورها تفقدت وزيرة الخارجية دورا باكويانيس السفارة. وقالت “إن هذا النوع من الاعمال كلف بلادنا الكثير في الماضي، والحكومة مصممة على بذل كل الجهود الضرورية حتى لا يتكرر”. وشددت على أن الاعتداء لن يؤثر على العلاقات اليونانية ــ الاميركية “المميزة”، مشيرة الى ان “الاميركيين يعرفون حجم الجهود التي تبذلها الحكومة” لمكافحة الارهاب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جورج كوموتساكوس ان “الوزيرة بعثت رسالة إلى نظيرتها الاميركية كوندوليزا رايس تدين فيها بشدة الهجوم وتعلن رغبة الحكومة المطلقة في اجتثاث جذور الإرهاب”.
ومن جهته، قال السفير الاميركي لدى اثينا تشارلز ريس للصحافيين “اتعامل مع هذا الأمر باعتباره هجوماً في غاية الخطورة”. وشدد ريس في بيان لاحق، على أن الهجوم لن يؤثر على “العلاقات الوثيقة” بين البلدين، معرباً عن “رضاه عن الدعم السياسي الذي قدمته الحكومة اليونانية والاحزاب السياسية الرئيسية ولتصميمها على توقيف المسؤولين عن هذا الهجوم وتفادي وقوع هجمات (مماثلة) مستقبلاً”، فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك للصحافيين انه “لا يملك معلومات” تشير الى صلة محتملة بين هذا الهجوم ومجموعات “ارهابية” دولية.
وأوضح وزير الامن العام اليوناني فيرون بوليدوراس، ان متحدثاً مجهولاً باسم مجموعة “الكفاح الثوري” اليونانية اعلن مسؤولية المجموعة اليسارية عن الاعتداء، الذي اقتصرت نتائجه على اضرار مادية طفيفة من دون ان يوقع اصابات، موضحاً أن الشرطة تتحقق من صحة هذا التبني.
وأفاد مصدر في الشرطة اليونانية بأن الاعتداء ارتكب بواسطة صاروخ روسي مضاد للدبابات من طراز معروف بين مهربي السلاح.
وعثر المحققون على بقاياه في المراحيض، حيث انفجر في الطبقة الثالثة من المبنى قبالة الشعار الذي يتوسطه النسر الاميركي. وأسفر الانفجار عن اضرار طفيفة.
وقالت الشرطة أيضاً، إنها تبحث عن شاحنة صغيرة رآها شهود في موقع الحادث لحظة وقوع الانفجار.
ووفق العناصر الاولى للتحقيق، فإن الصاروخ اطلق من مستوى الطريق، وتحديداً من ورشة قبالة السفارة.
وبناء على امر رئيس الوزراء كوستاس كرامانليس، أسند التحقيق الى الرئيس السابق لأجهزة مكافحة الارهاب اليونانية ستيليوس سيروس، الذي تم تحت ادارته عامي 2002 و2003 تفكيك مجموعتي “17 تشرين الثاني” و“ايلا” التاريخيتين واللتين تنتميان الى اليسار “المتطرف”.
وظهرت مجموعة “الكفاح الثوري” في الخامس من ايلول 2003 عند تبنيها هجوماً على محاكم اثينا اصيب خلاله شرطي بجروح، وهي حالياً اخطر مجموعة ارهابية في البلد.
ونفذت “الكفاح الثوري” ست هجمات حتى الآن، استهدف احدها مركزاً للشرطة في العاصمة قبل مئة يوم من دورة الالعاب الاولمبية، التي نظمت في اثينا صيف 2004.
(ا ف ب، رويترز)