غزة ــ رائد لافي
أبو مازن يعتبر لقاء مشعل وهنية «سابقاً لأوانه» ويطلب سلاحاً للأجهزة الأمنية

أغدقت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس الوعود على الفلسطينيين، خلال لقائها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، إلا أنها لم تقدّم جديداً على صعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في وقت وصفت حركتا “حماس” و“الجهاد” الزيارة بأنها “تندرج في إطار المجاملات”، و“لبيع الأوهام”.
وجدد عباس رفضه “الحلول الجزئية أو الانتقالية، بما فيها دولة ذات حدود مؤقتة، لأنها ليست خياراً واقعياً قابلاً للبناء عليه، مطالباً بتحرك نشط ينهي الصراع وما ترتب عليه من نتائج وتداعيات على مدار ستة عقود ماضية من الزمن، وتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم على المسارات كافة، حتى تنعم المنطقة وشعوبها بالسلام والاستقرار”. وقال عباس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الأميركية في رام الله أمس إنه بحث مع رايس عدداً من القضايا، “أهمها عملية السلام وضرورة توفير الشروط والظروف الملائمة لفتح السبل أمام إطلاقها كي تكون ذات مغزى وتقود إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتحقيق رؤية الرئيس الأميركي جورج بوش بإقامة دولة فلسطينية مستقلة متواصلة وقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف تعيش بجوار دولة إسرائيل بأمن وسلام”.
وفي شأن حكومة الوحدة الوطنية، قال عباس إنه شرح لرايس ما يبذله من “جهود لتأليف حكومة وحدة وطنية ببرنامج قادر على فك الحصار وإطلاق عملية السلام”. وأعرب عن أمله أن يتحقق ذلك في أقرب فرصة ممكنة، وأن تصل هذه الجهود إلى نهايتها المثمرة، مستدركاً أنه “إذا فشلت هذه الطريق فسأعود إلى الشعب لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية المبكرة”.
ورداً على سؤال عن لقاء محتمل مع رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل، أشار عباس إلى أن “هذا الحديث سابق لأوانه”.
وأشار أبو مازن إلى أن “السلطة الفلسطينية طلبت التزوّد بالسلاح لتعويض ما خسرته الأجهزة الأمنية الفلسطينية خلال السنوات الماضية”. وزاد “نحن بحاجة إلى هذه الأسلحة، للتعويض عن كل ما خسرته الأجهزة من سيارات وغير ذلك من البنية التحتية”. وكانت الإدارة الأميركية قد طلبت من الكونغرس المصادقة على تخصيص نحو 86 مليون دولار مساعدات للسلطة الفلسطينية لتقوية وتطوير الأجهزة الأمنية التابعة للرئاسة الفلسطينية مباشرة.
وقالت رايس، خلال المؤتمر الصحافي، إن “هذا الدعم يأتي ضمن التزام دولي جاء منذ توقيع اتفاق أوسلو، وليس شيئاً جديداً أو أميركياً خالصاً، بل خطة دولية كلاسيكية”. وأشارت إلى أن “(المنسق الأمني الأميركي للملف الفلسطيني الإسرائيلي) الجنرال كيت دايتون يقوم بوضع خطة مع خبراء دوليين لتدريب وتسليح الأجهزة الأمنية، ولكن هذا كله ينتظر موافقة الكونغرس”.
وفيما لم تحمل رايس معها أي أفكار جديدة للدفع قدماً بعملية السلام، قالت إن “وجودها في المنطقة يأتي بهدف مساعدة الأطراف وتحفيزها للمضي قدماً إلى الأمام”. وأضافت: “سأعمل كل ما بوسعي للاستمرار في مساعدة الطرفين لتحقيق التقدم، فالهدف كان ولا يزال إقامة دولة فلسطينية، ليس من أجل أي أحد، بل من أجل هذا الشعب الذي عانى وانتظر حتى تقوم دولته”.
وتعهدت رايس تعزيز دور واشنطن في عملية السلام. وقالت إنها ستركز في الأشهر المقبلة على الإسراع بتطبيق “خطة خريطة الطريق” للسلام المتعثر حتى “نظهر للشعب الفلسطيني كيف يمكن أن نتقدم نحو إقامة دولة فلسطينية”.
وفضلاً عن لقائها بعباس اجتمعت رايس أيضاً مع العضو البارز بحركة “فتح” محمد دحلان.
وكان عباس قد التقى أول من أمس الملك الأردني عبد الله الثاني في عمان، حيث رأى أن هناك صعوبة في عقد لقاء مع رئيس الوزراء إسماعيل هنية في “المستقبل القريب”.
وقال بيان للديوان الملكي الأردني إن عباس أوضح لعبد الله الثاني “أنه لا بد من تهيئة الظروف الداخلية الفلسطينية أولاً قبل عقد مثل هذا اللقاء لتحقيق النتائج المرجوة منه”.
إلى ذلك، وصفت حركة “حماس” مستوى خطاب رايس بأنه “متدنٍّ بشكل واضح”. وقال المتحدث باسم الحركة إسماعيل رضوان إن “زيارتها لم تأت بجديد وأشبه بزيارة علاقات عامة ومجاملات”.
وشدد المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد على أن تصريحات رايس فيها كثير من “المغالطات ولم تأت بأي جديد”.
ورأى نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة أن رايس تخدع الشعب الفلسطيني بوهم “الدولة الفلسطينية”، محذّراً من “عملية الفرز التي تريد أن تفرضها
الإدارة الأميركية في المنطقة على أساس معتدلين ومتطرفين”.