strong>الحكومة تعلن «الطوارئ» للقضاء على الإسلاميّين... ومخاوف إقليميّة من تزايد تمدّد «النيران المشتعلة»
من الواضح أنّ حسم موضوع معالجة الجرح الصومالي لم يكن إلّا عبر جروح من نوع “اختراق السّيادة”، لتبرير إعادة صياغة خرائط جيوسياسيّة جديدة. فبعد أن دخل الأميركيّون الصراع برّاً وميداناً، ها هم حلفاؤهم البريطانيّون يمدّون ذراع “مطاردة الإرهابيّين”، ويزكّون مبدأ التدخّل الخارجي لمعالجة العجز الوطني، في الوقت الذي تزداد فيه المخاوف الأفريقيّة، “الخجولة”، من جار صومالي مستمرّ بالسير مشتعلاً.
وأفادت صحيفة “صاندي تايمز” أمس، بأنّ وحدةً من القوّات البريطانية الخاصّة تقوم حالياً بمطاردة ناشطين من تنظيم “القاعدة”، يحاولون الفرار من الأراضي الصوماليّة، مؤكدةً اعتقال 11 مشتبهاً فيه من التنظيم خلال هجمات الأسبوع الماضي.
وشدّدت الصحيفة، التي وصفت ناشطي “القاعدة” في الصومال بأنهم “عالقون بين القوّات الإثيوبية والجيش الكيني والقوات البريطانية الخاصّة”، على وجود مخاوف من أن يفجّر التدخّل الأميركي تمرّداً جديداً، حيث السّلمُ الأهلي مهدّد والمتاريس عادت إلى الظهور.
وعلى الصعيد الميداني، أعلن المتحدث باسم الحكومة الانتقاليّة عبد الرحمن ديناري أوّل من أمس، أنّ القوات الحكومية والجيش الإثيوبي سيطرا على قرية راس كامبوني، الواقعة قرب الحدود الكينية، والمعروفة بأنّها الموقع الأخير للمسلّحين الإسلاميين في جنوب البلاد.
وقال ديناري إنّ “الجيش يطارد الإسلاميّين بعدما فرّوا إلى الغابات المجاورة. ويفترض إيقافهم في وقت قريب. هم لا يهدّدون الأمن، لكنّ الحكومة لن ترتاح قبل القضاء عليهم”.
ونفّذت القوّات الحكومية أمس، بدعم من القوّات الإثيوبية، عمليّة دهم مخابئ مفترضة للإسلاميين في مقديشو، شملت عدداً كبيراً من المنازل، حيث عُثر على مخابئ أسلحة، وعلى مستشفى خاص نُزعت أسلحة حرّاسه.
وأكّد ديناري، خلال مؤتمر صحافي في مقديشو، أنّ العاصمة “لن تكون ملجأً للمسلحين، فقد ولّى زمن إرهاب الناس، والحكومة مصمّمة على تعزيز الامن، الذي هو أولويّة لدينا”.
وأشار ديناري إلى أنّ القوّات الحكومية فتشت منازل في منطقة عرفات، شمال البلاد، وصادرت ذخائر، وبرّر العمليّات بأنّها “هدفت إلى تحسين الأمن في العاصمة”.
وقُتل عشرة أشخاص وأصيب نحو عشرين آخرين بجروح، في اشتباكات جرت السبت في قطاع ديو أبي، وسط الصومال، بعد خلاف بين مقاتلين من قبائل متنافسة في سوق محلي.
وكان البرلمان الانتقالي الصومالي قد أقرّ أوّل من أمس، فرض حالة الطوارئ والأحكام العرفية لمدّة ثلاثة اشهر، مشيراً، في بيان، إلى إمكان إطالة المدّة “بناءً على طلب من الرئيس”.
وعلى صعيد جهود البلدان الأفريقيّة الهادفة إلى تهدئة عواصف النّزاعات الصوماليّة، التي، ستؤثّر في المدى البعيد على استقرارها الداخلي، أعلنت الحكومة الانتقاليّة أمس عن وصول مسؤولين في الاتحاد الأفريقي، لوضع اللمسات النهائية على خطط نشر قوّةٍ لحفظ السلام.
وقال عبد الرحمن ديناري إنّ المسؤولين “سيزورون أماكن عديدة في البلاد، وسيلتقون مع مسؤولي أمن كبار في الحكومة. ونأمل نشر القوّات الأفريقية في أسرع وقت ممكن”، مؤكّداً أنّه “بعدما حضر الفريق الأفريقي، يظهر بوضوح أنّ القوّات الإثيوبية ستغادر البلاد خلال اسبوعين أو ثلاثة أو بعد شهر”.
وفي السياق ذاته، أعلن مساعد وزير الشؤون الخارجية الكيني موسيس ويتانجولا أمس، أنّ الرئيس الكيني مواي كيباكي، وسعياً للحصول على دعم لتأليف قوّة أفريقيّة لنشرها في الصومال، بعث بوزراء إلى سبع دول أفريقية، هي تونس والجزائر ورواندا وتنزانيا وموزامبيق وأنغولا وزامبيا.
وأعرب رئيس جنوب إفريقيا ثابو مبيكي، عن إيمانه بمدى حاجة الصومال إلى الدعم الأفريقي لحلّ أزمته، لكنّه لم يوضح اذا كانت جوهانسبورغ ستنّضم إلى أيّ عمليّة لحفظ السلام هناك.
وقال مبيكي، في بيان، إنّه يتّفق مع الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، على عدم جدوى الضربات الجويّة الأميركية في حلّ الازمة، وإمكان تغذيتها لاضطرابات جديدة، مشيراً إلى أنّها “ستضيف وقوداً إلى النيران المشتعلة في الشرق الاوسط”.
وأجرى وزير الخارجية والمغتربين اليمني أبو بكر القربي أمس، مباحثات مع السفير الإثيوبي في صنعاء محمد سفير، تناولت الوضع في الصومال، ونقلت وكالة الأنباء اليمنيّة أنّه جرى التداول في كيفيّة التحضير لقمّة تجمّع دول صنعاء للتعاون المقرر عقده في شباط المقبل.
(يو بي آي، رويترز، أ ف ب)