القاهرة ــ الأخبار
تعيش جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر بانتظار «الضربة الكبيرة» الحاسمة، التي ستُوجّه لها في ظل الحملة المتصاعدة لإقصائها عن الساحة السياسيّة، التي يخطّ معالمها النظام القائم.
وتتّخذ الحملة منحىً تصاعدياً لا مجال للرجوع عنه، لإعادة صياغة تسويات تأخذ في الحساب الثقل الإسلامي في بلاد النيل، وبالتالي فإنّ «الجماعة» متّجهة نحو نفق الانعزال السياسي، ثم الاجتماعي، فبعد يومين فقط من إعلان المرشد العام لـ «الجماعة» مهدي عاكف نيّة تنظيمه تأليف حزب سياسي مدني، للالتفاف على التعديل الدستوري القاضي بحرمان أيّ حزب ذي طابع ديني من خوض العراك السياسي، قبضت قوّات الأمن المصرية أمس على عضو مكتب الإرشاد في «الجماعة» والمسؤول عن قسم المهنيّين محمّد علي بشر، ومعه 15 قيادياً إسلامياً آخرين، على رأسهم الأستاذ بكليّة الهندسة في جامعة القاهرة عصام حسنين، والقيادي مدحت الحداد، ورجل الأعمال أسامة عبد المحسن، وعبد الرحمن سعودي، شقيق رجل الأعمال عبد المنعم سعودي، الذي يُعدّ من أبرز تجّار السيارات المقرّبين من الحزب الحاكم.
كما قبض على الأستاذ بكليّة العلوم في جامعة القاهرة خالد عودة، وهو نجل القيادي الإخواني عبد القادر عودة، الذي أُعدم إثر محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر عام 1954.
ومن جانبها أصدرت «جماعة الاخوان» بياناً استنكرت فيه الاعتقالات التي طاولت كوادرها، واعتبرها النائب الأول للمرشد محمّد حبيب خطوة أخرى ضمن محاولة منع «الإخوان» من مواجهة التعديلات الدستوريّة، مؤكّداً أنهّ «رغم كل هذه الإجراءات، لن نتوقّف وسنستمرّ في مواجهة التعديلات ومعارضة اتجاهها لتثبيت أركان النظام».
إلى ذلك، أمرت نيابة أمن الدولة العليا المصرية بسجن الموقوفين الستة، الذين اعتقلوا أول من أمس، لمدّة 15 يوماً للتحقيق معهم بتهمة إدارة جهاز لتمويل الجماعة.
وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد وصف الخميس الماضي «الإخوان» بالخطر على أمن مصر، مؤكّداً أنّ من شأن صعودهم السياسي إلحاق أزمة اقتصادية بمصر، في إشارة الى حالة حركة «حماس»، التي تعاني عزلة دوليّة منذ وصولها الى السلطة في كانون الثاني عام 2005.
وكانت الأجهزة الأمنية قد اعتقلت في 14 كانون الأوّل الماضي أكثر من 140 من قياديي «الجماعة» وكوادرها، بينهم الرجل الثالث في التنظيم خيرت الشاطر، الذي تقول تقارير إنّه مسؤول عن تمويل الجماعة داخل مصر.
وجاءت هذه الحملة بعدما شارك عشرات من كوادر «الإخوان» الطالبيّة في جامعة الازهر باستعراض لفنون قتالية داخل الجامعة وهم يرتدون زيّاً أسود، ويضعون على رؤوسهم عصبات سوداء.