غزة ــ رائد لافي
«فتــح» تتهــم «حمــاس» بـ«عــدم الجديــة» وتتمســك بمهلــة عبــاس لتأليــف الحكومــة

دفعت حرب التصريحات بين حركتي “فتح” و“حماس” وتبادل الاتهامات إلى تأجيل جلسات الحوار الوطني، التي كان من المقرر أن تبدأ أمس، إلى أجل غير معلوم، الأمر الذي يلقي الأوضاع الداخلية في دوامة المجهول مجدداً.
وفيما قالت “حماس” إنها لم تبلّغ رسمياً بموعد انعقاد جلسات الحوار الوطني، اتهمت “فتح”، على لسان رئيس كتلتها البرلمانية عزام الأحمد، “حماس” بأنها “غير جادة” في ما يتعلق باستئناف الحوار.
وقال الأحمد إن “حماس” “تمارس المماطلة والتسويف وإضاعة الوقت”، ملمّحاً إلى التباين والاختلاف في مواقف قادة الحركة في الداخل والخارج. وجدد تأكيد “سقف الأسبوعين”، الذي حدده الرئيس محمود عباس لأي حوار في شأن حكومة الوحدة الوطنية.
وقال الأحمد إن “أبو مازن لن يكون طرفاً في الحوار، ولكنه ينتظر قرارات سواء من رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل أو من غيره على المقترحات التي قدمت بشكل واضح ونهائي”.
وانتقد الأحمد إصرار الحركة على بقاء رئيس الحكومة الحالي إسماعيل هنية في منصبه، وقال “وكأن الأخ إسماعيل هنية كان قد ورث عن عائلته رئاسة الوزراء”.
وفي رد غير مباشر على الأحمد، شدد المتحدث باسم كتلة “حماس” البرلمانية صلاح البردويل على أن الرئيس عباس “لا يبدي اعتراضاً على تولي هنية رئاسة حكومة الوحدة”. وأبدى استغرابه من تحديد موعد للحوار من دون أن يكون لدى “حماس” علم به. وشدد على أن “هناك إرادة لدى حماس للوصول إلى اتفاق على تأليف حكومة الوحدة على قاعدة وثيقة الوفاق الوطني”.
وبرر القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي” داوود شهاب تأجيل الحوار بأنه ناجم من “الترتيبات الفنية”، متوقّعاً أن يُعلن عن موعد انطلاقه مجدداً خلال يومين.
وبدا التناقض واضحاً بين شهاب وعضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول الذي رد أسباب التأجيل إلى “عدم اكتمال أسماء مندوبي بعض الجهات”.
وأشار الغول إلى أسباب أخرى دفعت إلى التأجيل، وهي “أولاً: التباين في الرؤى حول المقدمات التي يجب أن تسبق الحوار، إذ يرى البعض ضرورة تهيئة الأجواء قبل بدء الحوار كي لا يستنزف وقتاً طويلاً في الحديث عن قضايا أمنية وإجرائية”. وأضاف أن “السبب الثاني هو ما أعلنته حركة فتح من اكتشاف أنفاق مفخخة تابعة لحركة حماس وتستهدف قادتها في قطاع غزة، وهذا من شأنه تعكير المناخات الايجابية قبل انطلاق الحوار”.
وفي هذا الصدد، نفت “كتائب الشهيد عز الدين القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس” بشدة اتهامات “فتح” لها بالتخطيط لاغتيال قادتها عبر أنفاق مفخخة. وقالت “كتائب القسام” على لسان المتحدث باسمها “أبو عبيدة” في مؤتمر صحافي، أمس، إن “اتهامات الانقلابيين تمثل منحى خطيراً في التطاول على المقاومة خدمةً لأهداف فئوية وسياسية ضيقة”.
ووصف أبو عبيدة هذه الاتهامات بأنها “طعنة لظهر المقاومة”، مشيراً إلى انها “تندرج في إطار التخطيط المبرمج والمدروس الذي تقوده رؤوس الفتنة للزج بالساحة الفلسطينية في دوامة الفوضى والاضطراب”.
وقال أبو عبيدة إن “الانقلابيين وأذناب الاحتلال هم أصغر من أن تفكر كتائب القسام بحفر الأنفاق لهم، فهؤلاء نتركهم لحساب الشعب والتاريخ والأمة، وشعبنا قادر على وضع حد لخياناتهم متى شاء”. وأضاف “أن ما تحدّث عنه هؤلاء العاجزون إنما هو كشف لأماكن العبوات والألغام التي وضعت لمواجهة العدو الصهيوني للإيقاع به في بركان غزة، إذا ما فكر في اجتياحها كما يصرح بذلك كل يوم”. واعتبر أن “الحديث عن هذه المعلومات أمام وسائل الإعلام هو كشف لمخططات المقاومة انسجاماً مع غايات العدو الصهيوني”. وفي هذا السياق، ذكرت مصادر أمنية وطبيّة فلسطينية أمس، أنّ طفلين فلسطينيّين أُصيبا بجراح، جرّاء سقوط صاروخ أرض ــ أرض إسرائيلي في منطقة الكفّ القريبة من بلدة بيت حانون، شمال قطاع غزة.
وأعلنت “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، مسؤوليّتها عن قصف بلدة سديروت في فلسطين المحتلة عام 1948 بصاروخ من نوع “قدس 3” المطوّر.
من ناحية أخرى، اعتقل الجيش الإسرائيلي فلسطينيّة وابنتها، خلال عمليّة مداهمة في مخيّم “عايدة” في بيت لحم في الضفة الغربية، بعدما كان قد اعتقل ليلة أوّل من أمس 14 فلسطينياً في مناطق مختلفة من الضفّة الغربية.