strong>رايس تنتقد دعم سوريا لـ«المتطرفين» والفيصل يطالب بعدم تحويل لبنان إلى ساحة «للصراع الخارجي»
حصلت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس على دعم سعودي “مشروط” للاستراتيجية الأميركية في العراق، وجددت التشديد على رفض الحوار مع سوريا، التي رأت أنها “تزعزع الاستقرار في لبنان”، فيما دعا وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إلى الحفاظ على استقرار لبنان، مشدداً على ضرورة عدم تحوّله إلى ساحة “للصراعات الخارجية”. ونفى وساطة بلاده بين إيران وواشنطن، مشيراً إلى أن الرياض لن تستعمل ورقة النفط للضغط على طهران.
وأعلن الفيصل، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الأميركية، تأييد المملكة للاستراتيجية الجديدة في العراق، مشيراً إلى أن هناك الكثير من المشكلات لا بد من حلها أولاً.
ووضع وزير الخارجية السعودي شروطاً لموافقة بلاده على هذه الاستراتيجية. وقال إن المملكة “اشترطت للموافقة على خطة بوش أن تنجح في وقف التدهور الأمني والتعامل مع جميع الأطياف العراقية بالدرجة نفسها والمحافظة على استقلال العراق”.
وقال الفيصل إن الخطة الأميركية في العراق “لها أهداف لا اعتقد أننا نستطيع أن نغطّيها في ليلة واحدة”. وأضاف أن “مسؤوليات (رئيس الحكومة العراقي نوري) المالكي ثقيلة، عليه أن يتعامل مع القضايا التي تحدث في العراق، عليه أن يدخل الجميع في العملية السياسية بدلاً من العسكرية”.
ودعا الفيصل إلى “ضرورة تعديل الدستور العراقي من اجل تحقيق مشاركة جميع الأطياف العراقيين”. وقال “إن هناك شكوى من أن الدستور العراقي لا يحقق آمال الأطراف المشاركة في العملية السياسية في العراق”.
وأعرب الفيصل عن عدم تشاؤمه بشأن مستقبل العراق. وقال “لماذا يجري التنبؤ بالنسبة للعواقب في العراق، الإحباط لن يفيد أحداً ولا يخدم دول الجوار ولا القوى الدولية والإقليمية، ولدينا أمل”.
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الأميركية، التي انتقلت من الرياض إلى الكويت للقاء وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، إن “السعودية دائماً مستعدة لتشجيع المصالحة الوطنية في العراق، لتشجيع العراقيين، وعلى العراقيين أن يتحملوا مسؤوليتهم”. وأضافت أن على “العراقيين أن يحددوا البلد الذي يريدونه، هل يريدون دولة فيها طائفية، هناك الكثير من العمل، لا بد من جهود في الموقف الأمني، وأن تكون هناك مساواة بين أطياف الشعب العراقي”.
وقالت رايس “نتوقع أن تنجح خطة الرئيس الأميركي. والخطة هو ما جعلني آتي إلى هنا”، مشددة على أن اجتماع الكويت “ليس جبهة مضادة لأحد”. ودعت إلى “ضرورة تقوية وضع العراق في العالم العربي ومن خلال مبادرات عربية”.
وفي ما يتعلق بالوضع اللبناني والعلاقة الأميركية بسوريا، نفت رايس عزل بلادها لسوريا، مشيرة إلى أن “سلوك سوريا هو الذي يعزلها”. وقالت إن “القوى المتطرفة تحصل على دعم من سوريا، وخصوصاً في لبنان”. ورأت أن “سوريا لا تتقبل أنها غير موجودة في لبنان”.
وفي السياق نفسه، قال الفيصل “نتطلع إلى تجاوب الفرقاء في لبنان مع جهود الوساطة، لأن هذا هو الحل الوحيد للأزمة القائمة حالياً”، مشيراً إلى أن بلاده تساعد الشرعية اللبنانية.
وأضاف الفيصل، رداً على سؤال عن اتخاذ الجانبين السعودي والأميركي خطوات معينة لحل الأزمة في لبنان: “نحن مؤمنون بضرورة مساعدة لبنان لأهداف كثيرة، لأن هذا البلد يمثل نموذجاً لتعايش الأطياف والفئات المختلفة، فالحفاظ على استقرار لبنان له مردوده على المنطقة والعالم لأنه يمثل التعايش السلمي”.
وأعلن الفيصل أن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية ستساهمان في إنجاح مؤتمر “باريس 3”، الذي تستضيفه فرنسا في 25 كانون الثاني للأطراف المانحة.
وقال وزير الخارجية السعودي “نأمل أن لا يكون لبنان ساحة لصراعات تتعلق بقضايا لدول خارجية، يكفيه المشاكل الداخلية”. وأضاف “نأمل ممن يريد للبنان الخير أن يعمل خيراً أو يكفّ شره”. وتابع: “إننا نرحب بمحاولة الأمين العام للجامعة العربية تجاه حل المشكلة اللبنانية”.
وفي ما يتعلق بالملف الفلسطيني، رفضت وزيرة الخارجية الأميركية فكرة عقد مؤتمر دولي جديد لعملية السلام لحل الصراع الفلسطيني ــ الإسرائيلي. وقالت “إن فكرة المؤتمر الدولي قد تكون في وقت ما مفيدة، لكن من خلال الحديث مع الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية توصلت إلى انهم يريدون أن ينخرطوا في المفاوضات مباشرة ولا يريدون المجتمع الدولي كمجتمع دولي”.
وفي الشأن الإيراني، نفى الفيصل توسّط السعودية بين طهران وواشنطن، وقال “لا حاجة للوساطات، إيران جار وبالتالي من البديهي أننا نريد تجنّب اي نزاع. نحن لا نجري أي نوع من المفاوضات في هذه المسألة”.
من جهتها، قالت رايس: “ليست هناك مشكلة بين ايران والولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي. هناك قرارات دولية (...) تطلب من ايران وقف نشاطات التخصيب (...) لكي تبدأ المفاوضات”. واضافت “على ايران الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي”.
(أ ف ب، أ ب، يو بي آي)




نفي إيراني

أكد الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني أمس أنه تحادث مع المسؤولين السعوديين لتحسين العلاقات بين الشيعة والسنة والوضع الأمني في منطقة الشرق الأوسط.
وقال لاريجاني إنه بحث مع نظيره السعودي الأمير بندر بن سلطان في سبل “إرساء مزيد من الأمن في المنطقة”، بما أن إيران والسعودية “دولتان نافذتان” في المنطقة.
إلى ذلك، نفت طهران أنها طلبت من المملكة العربية السعودية مساعدة في تخفيف حدة التوتر مع واشنطن. ونقلت صحيفة إيرانية مملوكة للدولة عن محمد علي حسيني المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قوله إن “التقرير (الذي أشار إلى) أن إيران تطلب من السعودية أن تتوسط بين إيران وأمريكا لا أساس له”.
(أ ف ب)