القاهرة ـــ خالد محمود رمضان
أعلنت مصادر مصرية وليبية لـ«الأخبار»، أمس، أنّ الرئيس المصري حسني مبارك بدأ مساعي لإقناع الزعيم الليبي معمّر القذافي بعدم التغيّب عن القمّة العربية، المقرّر عقدها في السعودية في 28 آذار المقبل، على خلفيّة التوتّر الذي يسود العلاقات بين الرياض وطرابلس منذ المشادّة العلنية، التي وقعت بين القذافي وولي العهد السعودي آنذاك الأمير عبد الله بن عبد العزيز، خلال قمّة شرم الشيخ العربية عام 2003، واتهمت في أعقابها السعودية النظام الليبي بالتورّط في محاولة الاعتداء على وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، ومحاولة اغتيال وليّ العهد السعودي، ما أدّى إلى توتّر في العلاقات بين البلدين.
ومن المنتظر أن يجتمع اليوم في العاصمة الليبية القذافي مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، لبحث الإعداد للقمّة المقبلة، والموضوعات والقضايا التي ستتناولها.
وصرّح المتحدث الرسمي باسم موسى علاء رشدي أنّ المباحثات مع القيادة الليبية ستتناول مناقشة آخر تطوّرات الأوضاع على الساحة العربية والمنطقة، وخصوصاً الأوضاع في فلسطين والعراق ولبنان ودارفور والصومال.
ومن المقرّر أن يُطلع موسى الزعيم الليبي على نتائج المحادثات التي عقدها أوّل من أمس في مدينة الأقصر، جنوب مصر، مع مبارك ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، حول مستقبل عمليّة السلام في الشرق الأوسط والاستراتيجية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي جورج بوش في العراق.
وكانت الرياض قد أبلغت «الجامعة» رسميّاً أنها تراجعت عن رفضها استضافة القمة العربية المقبلة على أراضيها، وأرسلت إلى موسى رسمياً مواعيد حدّدتها لعقد القمة والاجتماعات التمهيديّة لمجلس المندوبين الدائمين ووزراء الخارجية العرب.
وقال مندوب السعودية الدائم لدى «الجامعة» أحمد القطان، إنّ التغيّر في موقف الرياض راجع من اقتناع العاهل السعودي، بأنّه «آن الأوان للمّ الشمل العربي لأنّ المنطقة تمرّ في مرحلة حرجة للغاية».
وتابع القطان «إذا لم نتدارك هذا الأمر فسوف يحدث الأسوأ، ورغبة الملك عبد الله في رأب الصدع تشكّل الحافز الأوّل لعقد القمّة العربية في الرياض»، مشدداً على أنّ السعودية ستوجّه دعوات لحضور القمّة إلى كلّ القادة العرب، بمن فيهم العقيد القذافي.
وخلال القمّة العربية الأخيرة، التي عقدت في الخرطوم، فاجأت السعودية، التي كان قد حلّ عليها الدور في استضافة القمّة المقبلة، أنّها تفضّل عقدها في مصر، باعتبار الأخيرة المقرّ الرئيسي لـ«الجامعة».
وجرى آنذاك حديث عن تفكير سعودي خليجي مشترك في بناء مقرّ دائم للقمّة العربية في شرم الشيخ، لكن هذا المقترح لم ير النور.