strong>الصدر يتجه إلى العودة عن المقاطعة الحكومية والمالكي يهدد بضربة عسكرية لرافضي «الخضوع للقانون»
تلقت الحكومة العراقية أمس، ومن ورائها الإدارة الأميركية، صفعة «أمنية قوية» بعد أسابيع من الهدوء النسبي، وخصوصاً في العاصـــــمة بغداد التي شهدت أمـــس سلسلة تفجــيرات أدت إلى مقتل عشـــرات الـــعراقييـــن وجـــرحــــهم.
وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، خلال لقائه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة أشرف قاضي أمس، إن الخطة الأمنية الجديدة «بعيدة عن التدخل السياسي»، مطالباً الذين يرفضون التعرض «لضربة عسكرية بالخضوع للقانون».
ونقل بيان حكومي عن المالكي قوله إن «العراق يرحب بتعاون الدول الإقليمية شرط عدم التدخل في الشؤون الداخلية وضمن القواعد والأعراف الدولية سواء في مواجهة الإرهاب أو عبر المصالح المشتركة»، رافضاً «ما يقال عن تبني بعض الدول العربية للسنة أو الشيعة».
وأضاف المالكي: «لدينا كامل الثقة بالنفس، ونحن متفائلون بنجاح الخطة الأمنية، وأي خطة بديلة نضعها مستقبلاً، وسنواصل بناء قواتنا المسلحة ليكون بالإمكان سحب القـــوات المتــــعددة الجــــنســـيات من المدن، أو ســــحب 50 ألف جندي من العراق».
على صعيد آخر، تتجه الكتلة الصدرية لإنهاء تعليق مشاركتها في البرلمان والحكومة، وهو القرار الذي سبق أن اتخذته في تشرين الثاني الماضي، احتجاجاً على اللقاء الذي عقد في عمان بين المالكي والرئيس الأميركي جورج بوش.
وبحسب أحد المقربين من التيار الصدري، الذي يتزعمه مقتدى الصدر، فإن الكتلة الصدرية، قد تُعلن خلال ساعات إنهاء مقاطعتها للبرلمان والحكومة، مشيراً إلى احتمال عقد اجتماع عاجل للجنة السباعية للائتلاف العراقي الموحد للإعلان عن عودة الكتلة الصدرية إلى مواقعها.
إلى ذلك، كشفت صحيفة «دايلي تليغراف» البريطانية أمس أن الاستخبارات الإيرانية «تُعد لبسط هيمنتها الكاملة على جنوب العراق، عند انسحاب القوات البريطانية من هناك، من خلال اختراق الشبكة الأمنية والأحزاب السياسية في محافظة البصرة».
ونقلت الصحيفة عن مصادر استخبارية عراقية قولها إن إيران «تخطط لجني مكاسب مالية ضخمة من حقول النفط في جنوب العراق، ومنع شركات النفط الغربية من الحصول على موطئ قدم لها داخل البصرة»، مشيرة إلى أن المسؤولين السياسيين والعسكريين البريطانيين والأميركيين «قلقون أيضاً من تقديم طهران الدعم للإرهابيين الذين يستمرون في قتل قواتهم كل يوم، ويخشون من قيام الميليشيات المدعومة من إيران بالسيطرة على البنية الأمنية والسياسية عند انسحاب القوات البريطانية من البصرة المقرر في أيار المقبل».
ونسبت الـ«دايلي تيلغراف» إلى مسؤول عراقي قوله إن إيران «تشجّع الميليشيات على مهاجمة الدوريات والمواقع البريطانية في عرض للقوة، في إطار الصراع على النفوذ في البصرة»، محذراً من أنه إذا«انسحب البريطانيون في وقت مبكر، فإن السنة سيتعرضون للقتل لإخراجهم من المنطقة».
وتابعت الصحيفة أن «هناك دليلاً على أن السنة في جنوب العراق يتلقون الدعم من السعودية، ما يعزز المخاوف من احتمال اندلاع حرب طائفية دموية على نطاق واسع يمكن أن تنتشر بين أوساط السنة والشيعة في أرجاء الشرق الأوسط».
ميدانياً، قُتل 90 عراقياً وجُرح 243 في هجمات متفرقة في بعقوبة ومدينة الصدر والموصل ووسط بغداد، حيث أدى انفجار سيارة مفخخة قرب جامعة المستنصرية إلى مقتل ما يزيد على ستين طالباً، في عملية اتهم المالكي «الإرهابيين والصداميين» بتنفيذها.
واعتقلت الأجهزة الأمنية العراقية، مدعومة بقوات الاحتلال الأميركي، 92 «إرهابياً» خلال عملية استهدفت «مخابئ» في جنوب بغداد.
وأعلن الاحتلال الأميركي مقتل أربعة من جنوده في انفجار قنبلة أول من أمس في محافظة نينوى.
وفي السياق، تعرضت القاعدة الأميركية شرق مدينة الفلوجة والقاعدة البريطانية في مدينة البصرة لهجمات بصواريخ الكاتيوشا، من دون أن يعلن الاحتلال عن سقوط إصابات في صفوف قواته.
(أ ف ب، د ب أ، رويترز، يو بي آي)