أعلن المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية السابق ألون ليئيل، الذي ورد اسمه في المحادثات التي كشفتها «هآرتس» بين أكاديميين سوريين وإسرائيليين، أنه أطلع القيادة الإسرائيلية على الاتصالات التي أجراها مع قادة سوريين خلال العدوان على لبنان، وبينها استعداد دمشق لـ“مغادرة” حلفها مع إيران، فيما أكد مندوب الإدارة الأميركية في “المحادثات” جيفري أهارونسون أن المباحثات توصّلت إلى حل لإنشاء “محمية سورية” حول بحيرة طبريا وفي قسم من هضبة الجولان مع السماح للإسرائيليين بالدخول إليها.ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ليئيل قوله، خلال مؤتمر الحوار الاستراتيجي في كلية نتانيا الأكاديمية، “لقد تحدثت مع كل من يجب التحدث معه (في إسرائيل) قبل كل لقاء (مع السوريين)، ولم أغادر إلى لقاءات من دون الإبلاغ بذلك، وأعطيت تقارير مكتوبة وشفهية فور عودتي”.
وأضاف ليئيل أنه أبلغ مسؤولين كبار في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت حول رغبة سوريا في إجراء الاتصالات، كما أبلغ مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية، لكنه لم يتحدث في الموضوع مع أحد في وزارة الدفاع. وقال: “تحدثت مع موظفين رفيعي المستوى (في إسرائيل)، لا واحداً ولا اثنين ولا حتى خمسة”.
وأضاف ليئيل “لقد نشأت فرصة ومارست ضغوطاً مكثفة (على المسؤولين في إسرائيل) لكن الجواب الذي تلقيته كان سلبياً”، في إشارة إلى رفض الحكومة الإسرائيلية مواصلة الاتصالات مع سوريا.
وقال ليئيل إنه “في اليوم الـ12 للحرب على لبنان، تم عقد اللقاء الأخير بين الأطراف. وقال السوريون: إن حالة طوارئ بسبب الحرب قد نشأت، واقترحوا إجراء محادثات علنية بمستويات عليا، بحضور مندوب أميركي في غرفة المفاوضات”.
وقال موقع “هآرتس” الإلكتروني: إن هذا اللقاء كان بين ليئيل ومندوب سوريا في هذه الاتصالات إبراهيم سليمان، الذي يحمل الجنسية الأميركية.
وأضاف لئيل أن السوريين كانوا مستعدين للقاء كبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، بشكل فوري. وقال “لقد عدت إلى البلاد وأبلغت مسؤولين رفيعي المستوى في إسرائيل بنية السوريين، ومارست ضغوطاً، لكن الجواب الذي تلقيته كان سلبياً. لقد أبلغتهم بأن ثمة فرصة الآن، وأن للسوريين تأثيراً على حزب الله. لقد مارست ضغوطاً مكثفة، لا محادثات في الممر، وكان الجواب الذي تلقيته: لا نريد اللقاء بهم”.
وتناول المسؤول الإسرائيلي ما سمّاه التفاهمات مع السوريين. وقال: “لقد جرّبنا كل شيء بما في ذلك تبادل أراض، نحافظ من خلالها على معظم مناطق هضبة الجولان، وأن يحصل السوريون على مناطق بديلة من الأردن، على أن يحصل الأردن مقابل ذلك على مناطق في غور الأردن”.
وأضاف ليئيل أن “الأتراك أوضحوا لنا أن سوريا ليست معنية (بمبادلة أراض) وقالوا لنا بأن ننسى الأمر، ولم يعد الموضوع مطروحاً على جدول البحث”.
وتطرق ليئيل إلى مدى جدية الرئيس السوري بشار الأسد في ما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل. وقال “برأينا ان الأسد جدّي في رغبته بالحديث (مع إسرائيل) لأسباب عديدة، ليست جميعها واضحة لنا، لكنه معنيّ جداً بفتح مفاوضات. رغم ذلك، فقد أوضح لنا السوريون أنه لا يمكنهم الدخول إلى مفاوضات من موقع عزلة، ولا يمكنهم أيضاً إهمال حلفهم مع إيران، طالما أنه لا يتم كسر العزلة التي يفرضها الغرب عليهم”. وأضاف ان “السوريين لا يمانعون في مغادرة حلفهم مع إيران، وهم ليسوا معنيين به، لكن لا خيار أمامهم ما داموا مرفوضين من جانب الولايات المتحدة وأوروبا”.
بدوره، أكد أهارونسون، خلال محاضرة في المؤتمر نفسه، أقوال ليئيل في ما يتعلق بجدية سوريا للدخول في مفاوضات مع إسرائيل، لكنه قال أيضاً “لا ننفي احتمال أن تكون المحادثات معنا تكتيكاً سورياً لنيل إعجاب واشنطن. لكن بالاستناد إلى الجهود الشخصية التي بذلها الطرفان، فإنني أعتقد بأن ثمة سبباً جدياً أيضاً لوجود رغبة للجلوس في مفاوضات حقيقية”.
وقال المندوب الأميركي إن أحد المواضيع التي تم بحثها خلال المفاوضات السرية كان إنشاء “محمية سورية” حول بحيرة طبريا، مع تمكين الإسرائيليين من الإبحار فيها وإعطاء تصاريح صيد للسوريين في البحيرة”.
وأشار أهارونسون إلى أنه لم تجر خلال المحادثات مداولات حول حدود عسكرية أو ترسيم حدود إقليمية، باستثناء المداولات حول المحمية السورية في الجولان، وقد تم رسم خرائط لها.
وأضاف “طلب السوريون أنه في حال التوصل إلى اتفاق واستعادة هضبة الجولان أن نبقي الموارد الطبيعية في المنطقة كما هي، وأصرّوا بشكل خاص على إبقاء معامل صنع النبيذ كما هي اليوم”.
(يو بي آي)