«بوش لم يكن يوماً بالضعف الذي هو عليه اليوم»، كلمات لم تصدر عن أحد أعداء الرئيس الأميركي من المنضوين تحت راية «محور الشر»، بل عن أحد حلفائه المزعومين في المنطقة، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي أطلق أمس سلسلة تصريحات تشير الى أن بوادر خلافاته تزداد عمقاً مع الإدارة الأميركية.فقد رأى المالكي، في مقابلة مع عدد من الصحف بينهاالـ«كورييرا ديلا سييرا» الإيطالية، والـ«واشنطن بوست» الأميركية والـ «تايمز» البريطانية أمس، أن الإدارة الأميركية «في مأزق كبير بعد هزيمة (الجمهوريين) الانتخابية قبل شهرين»، مضيفاً «لم أشعر يوماً بضعف جورج بوش مثلما أشعر به اليوم».
وتابع المالكي «يخيل إليّ أنهم هم في واشنطن الذين شارفوا على النهاية، لا نحن هنا في بغداد»، موضحا «يخيل إليّ أن بوش بدأ يرزح تحت عبء الضغوط الداخلية، وربما فَقَدَ حتى السيطرة على الوضع».
ونصح المالكي وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بـ«تجنب التصريحات التي لا تخدم سوى الإرهابيين»، في إشارة الى تصريحات أدلت بها أمام الكونغرس، ووصفت فيها الحكومة العراقية بأنها «ضعيفة».
وقال المالكي، من جهة أخرى، إن الوضع في العراق «كان سيتحسّن لو أرسلت الولايات المتحدة فوراً إلى قواتنا الأسلحة والمعدات العسكرية المناسبة»، متوقعاً خفض عديد القوات الأميركية في العراق خلال «ثلاثة الى ستة أشهر».
وأعرب المالكي عن اعتقاده بأن العراق لن «يشهد حرباً أهلية»، مضيفاً إن خطته ستكون «محاربة الإرهابيين بلا هوادة أينما كانوا ومهما استلزم الأمر من وقت. واذا فشلنا مرة، فإننا سنواصل من جديد حتى ننجح في مسعانا».
واعترف المالكي بحصول أخطاء أثناء إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، لكنه انتقد بوش لقوله إن الإعدام «بدا وكأنه ثأر». ورأى أن بوش «رضخ للضغوط الداخلية».
ورفض المالكي الاتهامات الأميركية بأن حكومته تتساهل مع الميليشيات الشيعية، مشيراً إلى أن 400 من عناصر جيش المهدي اعتُقلوا في الأيام الأخيرة، ومبدياً «استعداده لاحترام وعده لواشنطن بمواجهة هذه الميلشيات ضمن تحالفه الحكومي، ومن ضمنهم جيش المهدي الذي يتزعمه مقتدى الصدر».
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم البيت الابيض طوني سنو إن تصريحات المالكي تشكل «مؤشراً إضافياً الى أننا أمام شخص ينوي تحمل كل مسؤولياته جدياً، حين يتصل الأمر بالأمن في العراق»، من دون التعليق على انتقاد المالكي لبوش.
وفي موسكو، رأى نائب وزير الدفاع الروسي الكسندر بيلوهوسوف أن الاستراتيجية الأميركية الجديدة في شأن العراق «ستؤجّج أعمال العنف، وتوجّه ضربة إلى الامن في الشرق الأوسط»، مضيفاً إن هذه الاستراتيجية «عمل لا أفق له».
الى ذلك، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن «الحكومة تعبّر عن أسفها لعدم التزام تقرير الأمم المتحدة (الأخير في شأن عدد القتلى العراقيين عام 2006) المعايير الدولية والحيادية المفروض أن تلتزم بها هذه المنظمة»، مضيفاً «مع الأسف، فإن التقرير استقى معلوماته من مصادر ثانوية وأحياناً مجهولة».
وأكد الدباغ أن «وزارة الداخلية لم تصرح لهذه المنظمة ولم تعطها أي أرقام بهذه الخصوص».
ونشرت بعثة الأمم المتحدة في العراق مطلع الأسبوع تقريراً في شأن مقتل أكثر من 34 الف شخص في هجمات عام 2006 «طبقاً للمعلومات التي حصلت عليها البعثة من وزارتي الداخلية والصحة».
وأشار الدباغ الى أن الحكومة العراقية «ليست لديها حصيلة بسبب عدم قدرتها على جمعها، نتيجة الظروف الأمنية».
ميدانياً، أعلن الجيش الاميركي وفاة أحد جنوده «في حادث غير مرتبط بعمل معاد» في معسكر بوكا قرب البصرة. كما تحطمت طائرة استطلاع أميركية من دون طيار قرب مطار بغداد، من دون أن تتضح تفاصيل الحادث.
وأُصيب جندي بريطاني بجروح في هجوم بصواريخ الكاتيوشا شنّه مسلحون على القاعدة البريطانية في القصور الرئاسية وسط مدينة البصرة جنوبي العراق.
وأشار متحدث باسم الاحتلال البريطاني إلى أن المهاجمين «أمطروا القاعدة بـ13 صاروخاً من نوع كاتيوشا، قبل أن ينسحبوا».
(أ ف ب، رويترز، د ب أ،
يو بي آي، أ ب)