مع تزايد حجم المخاوف بين إيران ودول الخليج العربي التي يدور الحديث حول انخراطها في حلف برعاية واشنطن من أجل “التصدي للخطر الإيراني”، طمأنت الإدارة الأميركية الرياض أمس بأن العراق “سيكون سداً منيعاً في وجه التوسع الإيراني”، فيما صرح السفير السعودي لدى الولايات المتحدة الأمير تركي الفيصل أن “لا قلق من النفوذ الشيعي في العراق”. وأعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أمس أن وزير الدفاع روبرت غيتس، طمأن السعوديين لدى لقائه الملك عبد الله أول من أمس بأن “العراق سيكون سداً في وجه التوسع الإيراني” في المنطقة.
وقال المسؤول نفسه، بعد وصول غيتس والوفد المرافق الى البحرين قادماً من السعودية، إن “أصدقاءنا العرب ينظرون الى الوضع في العراق في إطار التحدي الجديد الذي تطرحه إيران. تلك هي بوضوح النظرة السعودية”، مضيفاً ان “وزير الدفاع تمكن من طمأنتهم بأن العراق سيكون سداً أمام التوسع الإيراني”.
وأكد المصدر الذي يرافق غيتس في جولته، من دون أن يفصح عن هويته، أن السعوديين “منزعجون جداً إزاء السياسات في العراق، وإزاء الأمور هناك. كانوا يريدون أن يسمعوا منا تأكيداً بأن لدينا استراتيجية وأعربوا لنا بقوة عن أملهم بأن ننجح”.
كما ألقى غيتس الضوء أمام محادثيه على الخطوات التي تتخذها واشنطن في العراق والمنطقة للحد من النفوذ الإيراني، مشيراً بشكل خاص الى القرار بإرسال حاملة طائرات ثانية الى الخليج ونشر بطاريات صواريخ في المنطقة.
من جهته، قال السفير السعودي لدى واشنطن الأمير تركي الفيصل ان التصويت الذي يجريه الكونغرس الاميركي ليقلص حجم القوات الاميركية في العراق “سيبعث برسالة خاطئة ويجعل الكثير من الناس يتساءلون عما اذا كان الرئيس (جورج بوش) يملك السلطة”، مشيراً الى انه “غير قلق” من النفوذ الحالي الذي يتمتع به الشيعة في العراق الآن.
وحذر الفيصل خلال مأدبة غداء في واشنطن أول من أمس الإدارة الاميركية من القيام بعمل عسكري ضد إيران لكبح طموحاتها النووية قائلاً إن مثل هذه الخطوة ستكون لها عواقب “مأسوية”.
وقال الفيصل، وهو مدير سابق للمخابرات السعودية، إن الرياض لا تساعد المقاتلين السنّة في العراق، لكنه اتفق مع الولايات المتحدة على وجود تدخل إيراني. وقال إن الملك عبد الله يتهم إيران بعدم القيام بدور بنّاء في العراق، ووعد بمراقبة تحركاتها عن كثب.
وسئل السفير السعودي عما إذا كان يرى أي انفراجة في العلاقات الأميركية الإيرانية المجمدة، فقال إن الرئيس العراقي جلال الطالباني أبلغه أنه بذل جهداً على مدى العام الماضي للتفاوض من أجل فتح “نوع من الحوار” بين الخصمين، موضحاً أنه “في المرتين كاد الحوار أن يثمر.. وفي كل مرة كان كلاهما يجد ما يتذرّع به ليتراجع”.
وقال الفيصل إنه رغم أن بعض الإيرانيين يريدون تخريب أي فرصة للحوار، إلا أن البعض الآخر يريد التفاوض مع واشنطن، لكن “يجب أن تكون الخطوة الأولى حساسة جداً وسرية جداً لكسر الجليد”، رافضاً تكهنات بأن المستنقع العراقي سيُضعف نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة.
(رويترز، ا ف ب)