يبدو أنّ الصّراع الصومالي تحوّل إلى «نزاع سياسي»، وخصوصاً على صعيد آليّة الحكم في المؤسّسات الدستوريّة. فإقرار البرلمان الصومالي المؤقت، أوّل من أمس، الإطاحة برئيسه شريف حسن شيخ أدن، الذي كان قد أجرى اتصالات بـ«المحاكم» من دون رضى الحكومة الانتقالية، يشير إلى أنّ الأجواء الحواريّة لتحقيق المصالحة الوطنيّة لا تزال مشحونة بالنزعة الانتقاميّة، التي حاول مبعوث الأمم المتّحدة فرانسوا لونسني فول، خلال زيارته إلى مقديشو أمس، ترطيب محفّزاتها، في ظلّ استمرار المشادّات بين الحكومة و«الجامعة العربيّة».وقال فول، بعد اجتماعه مع الرئيس الصومالي علي عبد الله يوسف، إنّ “هذه أفضل فرصة للسلام منذ 16 عاماً، ويتعيّن علينا ألا نضيعها”. وأضاف “المجتمع الدولي والأمم المتحدة يرغبان في تحقيق المصالحة. الطريق لا يزال طويلاً ولا يزال هناك الكثير الذي يتعيّن علينا أن نفعله”.
وشدّد المسؤول الأممي على أنّ الأسرة الدوليّة “لا تريد أي زعماء ميليشيات في الصومال بعد الآن. ولن تتسامح مع هذا. نريد حكومة”.
وقال يوسف بعد الاجتماع “كما ترون المصالحة تمضي. نقابل جميع زعماء الفصائل، الآن نقوم بنزع أسلحتهم وأعتقد أنّ الجميع راضون الآن”.
من جانب آخر، نفى وزير الإعلام الصومالي علي جامع لـ“الأخبار” أمس، أن تكون حكومته بصدد الانسحاب من الجامعة العربية، أو حتى تجميد عضويّتها فيها، لكنّه في المقابل توجّه بانتقادات عنيفة إلى الدور الذي لعبته حتى الآن.
وقال جامع إنّ “بعض مسؤولي الجامعة سعوا إلى فرض وصايتهم على الصومال وإملاء مواقف سياسية معيّنة، لن نقبل أيّ وصاية من أحد. عليهم فقط فعل ما نريده وليس محاولة إبلاغنا ما هو المطلوب، هذه قضيتنا ونحن أدرى بها منهم».
وردّت الجامعة، عبر مصدر مقرّب من أمينها العام عمرو موسى، لـ“الأخبار”، بالقول إنّ اتهامات جامع ليست في محلّها، إلّا أنّ الجامعة ليست راغبة في الدخول في ملاسنات إعلامية وعلنيّة مع الحكومة في الوقت الراهن، مشيرةّ إلى أنّها لم تكن المنظّمة الإقليمية الوحيدة التي أعلنت رفضها الوجود العسكري الإثيوبي والقصف الأميركي، فالأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي أدانا غارات واشنطن على المناطق الصومالية،
على صعيد آخر، نفى مسؤول يمني أمس، أن يكون رئيس مجلس شورى «المحاكم» حسن طاهر عويس داخل الأراضي اليمنية، مشيراً إلى أنّه «لدينا 3 قيادات من تنظيم المحاكم (تقوم بحوار مع ممثّلين أميركيّين) غير مطلوبة للحكومة الانتقالية أو للولايات المتحدة (بتهم الإرهاب العالمي)، من بينها رئيس العلاقات الخارجية للمحاكم إبراهيم عدو”.
(أ ف ب، رويترز، د ب أ،
يو بي آي، الأخبار)