برلين ـــ غسان أبو حمد
في أول حوار صحافي تناول زيارتها الشرق أوسطية الأخيرة، حدّدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مفاصل الحوارات التي أجرتها، وكشفت طبيعة الموقف الأميركي من مختلف قضايا النزاع في الشرق الأوسط، من فلسطين إلى العراق وإيران وسوريا ولبنان، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لا تريد المبادرة إلى الحوار مع الدول المعنية بتحقيق الاستقرار، وتحديداً مع دمشق وطهران «لأن هاتين الدولتين تسعيان للحصول على ثمن ترفض الولايات المتحدة دفعه».
وقالت الوزيرة الأميركية، في حوار مع مجلة «درشبيغل» الألمانية تنشره اليوم، إن «سلسلة الاجتماعات المباشرة التي عقدتها مع رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس مكّنتها من كسر الجليد الذي كان يعطل التفاهم بين أطراف النزاع».
ووصفت رايس الزيارة بأنها «جيدة وعلّمتني كيف يمكن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وكيف يمكننا الإسراع في تنفيذ خريطة الطريق».
وبشأن المطالبة الأميركية لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بتجريد الميليشيات العراقية من سلاحها، قالت رايس «لقد جاءتنا الحكومة العراقية وأعلنت أن الوقت قد حان للتعامل مع القضايا العالقة في بغداد. إنهم يعلمون تمام العلم بأن الخلاف الحالي هو بين ميليشيات سنيّة وشيعية، وأن تجريد الميليشيات من سلاحها هو بند رئيسي في جدول أعمال رئيس الحكومة العراقية. لا يجوز بقاء الميليشيات داخل دولة ديموقراطية. في البداية يجب القضاء على الانتحاريين الذين يشكلون خطراً على الناس».
ورداً على سؤال عما إذا كان الوقت قد حان لفتح حوار مباشر مع إيران، قالت رايس «كلا. لا أعتقد ذلك. الإيرانيون يعطّلون يومياً المساعي الدولية. أعتقد أن الإيرانيين يشتركون في أعمال تؤدي إلى قتل الجنود الأميركيين داخل العراق ويسعون أيضاً إلى نشر الفوضى في لبنان. و كذلك يشجعون الرافضين لتحقيق أي تفاهم في المناطق الفلسطينية». وأضافت «إن السؤال يجب أن يصاغ كالآتي: لماذا لا يتحدث إلينا الإيرانيون.. لا لماذا لا نتحدث نحن إليهم؟».
وأعربت رايس عن اعتقادها «بأن هناك مجموعات عراقية يجري تمويلها وتدريبها من جانب إيران. إن بعض المتفجرات المزروعة في العراق مشغولة بطريقة تقنية رفيعة المستوى». وأضافت «أعتقد أن الإيرانيين يعلمون ما يجب عمله. نحن لن نقف مكتوفي الأيدي ونتركهم يلحقون بنا الأضرار ويقتلون جنودنا».
وأوضحت رايس «إن السوريين والإيرانيين يخطئون إذا كانوا يعتقدون بأن الاستقرار في العراق لن يكون إلا إذا بادرت الولايات المتحدة بمفردها للتحدث إليهم. المطلوب بوضوح هو معرفة ما يمكن أن تؤدي إليه هذه الحوارات الثنائية، لا التحدث عن ضرورتها فقط». وأضافت «تخيّلوا، مثلاً، لو بادرنا نحن إلى الحوار مع الإيرانيين. سيكون جوابهم: حسناً، سوف نتحدث بشأن استقرار الأوضاع في العراق ولكن، في المقابل، نرفض الحديث عن برنامجنا النووي؟.. وتخيّلوا، مثلاً، لو بادرنا نحن إلى الحوار مع السوريين. سيكون جوابهم حتماً: سنتحدث بشأن استقرار الأوضاع في العراق، ولكن ليس بشأن الأوضاع في لبنان؟ بالطبع إن الإيرانيين والسوريين يريدون تحقيق مكاسب وهذا الأمر لا يعني حواراً في اللغة الدبلوماسية، بل ممارسة للضغوط».
وعن نوع العقوبات التي يمكن فرضها على إيران بموجب نصوص البند السابع من شرعة الأمم المتحدة، قالت الوزيرة الأميركية «نحن نتحدث مع حلفائنا عن مشاريع الضغط المتوافرة في المرحلة المقبلة. أما بشأن الشركات والمصانع والمصارف والنشاط التجاري مع إيران، فأنا كنت شخصياً في المجالات الصناعية وأعرف نسبة الأخطار التي ستلحق بالمصانع التي تجري صفقات مع إيران. إن المصارف الأميركية تنفذ قرار مقاطعة الأعمال التجارية والمالية مع المصارف الإيرانية».