طهران ــ محمد شمص
تشهد طهران نشاطاً سياسياً مكثفاً في ضوء الحديث عن الاستراتيجية الجديدة للرئيس الاميركي جورج بوش للعراق، اذ يستشعر الايرانيون بأن الخطر بات وشيكاً وأن هبوب العاصفة، كما وصفها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، ليس ببعيد.
فقد أكد الرئيس الإيراني أمس، أن البرنامج النووي “هدف مقدس”، و“قرارات مجلس الامن الدولي لن توقفه” لأنه “مطلب وطني وقومي، والشعب الايراني مستعد للتضحية في سبيل هذا الهدف”.
وأضاف نجاد، خلال خطابه امام مجلس الشورى اثناء مناقشة ميزانية الحكومة امس، “ان القطار النووي قد تحرك ولن يستطيع احد ايقافه. وليعلموا أننا لن نتراجع خطوة واحدة عن انشطتنا النووية السلمية”.
وشدد نجاد على أن قرار الأمم المتحدة الرقم 1737، الذي صدر في كانون الاول الماضي، “ولد ميتاً.. حتى لو أصدروا عشرة قرارات أخرى مثله، فإن ذلك لن يؤثر على اقتصاد إيران أو سياساتها”، مستبعداً ان يطبق الاتحاد الاوروبي القرار بحذافيره. وقال “اعتقد أنه من غير المرجح تماماً ان يحصل اي شيء”، في اشارة الى الموقف الذي يتوقع ان يصدره اليوم وزراء الخارجية الاوروبيون في بروكسل، والذي سيدعو الى “تطبيق كامل وصارم وسريع” لعقوبات الامم المتحدة.
ومع ذلك، ارسلت الدبلوماسية الايرانية أمس اشارات ايجابية الى مسؤولي البيت الابيض؛ فقد اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني، أن طهران ستدرس اي اقتراح اميركي للتفاوض اذا ما طلب منها ذلك.
في المقابل، وفي ظل اشارات مقلقة إلى طريقة ونوعية التحركات العسكرية للبوارج والقوات الاميركية في الخليج، وفي رسالة واضحة المعالم، اعلنت قيادة الحرس الثوري نيتها اجراء مناورات عسكرية واسعة في منطقة كرمسار الشمالية تبدأ اليوم سيجري خلالها تجارب عديدة على صواريخ متوسطة المدى ايرانية الصنع والكشف عن بعض الاسلحة الجديدة المتطورة.
اما على المستوى الامني، فقد علمت “الاخبار” من مصادر مطلعة أن لدى الايرانيين مخاوف من محاولات بعض المجموعات المعارضة المدعومة من اجهزة استخبارات عالمية، مثل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي اي اي” والموساد الاسرائيلي والاستخبارات البريطانية، القيام بتفجيرات في المحافظات قرب المراكز الحكومية بهدف ارباك الاوضاع الداخلية، ومن ثم تنشيط بعض الخلايا النائمة، وربما مجموعات سياسية معارضة، الامر الذي ستواجهه السلطات الامنية بحزم وبسرعة.
وأكد مسؤول مقرب من مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي، لـ “لاخبار”، ان “اي عدوان اميركي على ايران قد يصبح ممكناً اذا ما نجحت الادارة الاميركية اولاً بتأليف تحالف ضد ايران مع بعض الدول العربية التي توصف بالمعتدلة، وثانياً بإيجاد انقسام سياسي حاد داخل البلاد، الامر الذي عجزوا عنه حتى الآن”.
وأعلن رئيس لجنة الطاقة في مجلس الشورى الاسلامي، كمال دانشيار، أن باستطاعة ايران السيطرة تماماً على مضيق هرمز باعتباره اهم ممر لنقل الطاقة في العالم، مؤكداً انه ليس من السهولة اخماد نار الانفلات الامني في المنطقة اذا اشتعلت.
وكشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية في عددها الصادر اليوم، عن أن تقريراً للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الايراني أعدّ في بداية ايلول، يفيد بأن النظام في طهران يخشى العقوبات الدولية.