الشيخ حمد يرى مشروع أميركا “فاشلاً” واستراتيجيتها غير مقبولة غداة زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي لاريجاني الى العاصمة السورية اول من امس، بدأ وزير الخارجية السوري وليد المعلم امس زيارة الى طهران، تستمر يومين يبحث خلالها مع المسؤولين الايرانيين في قضايا عديدة، اهمها الوضع في لبنان وفلسطين والعراق.
وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي، في مؤتمر صحافي عقده امس مع المعلم، إن ايران وسوريا اتفقتا على اقتراح عقد مؤتمر اقليمي بشأن العراق في بغداد. وأضاف: “اتفقنا على الطلب من الحكومة العراقية والدول المجاورة عقد مؤتمر لوزراء الخارجية في بغداد”، من دون ان يعطي اي تفاصيل عن مضمون هذه المبادرة، موضحاً انها فكرة وليدة.
وأشار الوزير الايراني، بعد استقباله الرسمي لنظيره السوري في مطار مهراباد الدولي، الى المشاورات السياسية المستمرة بين طهران ودمشق “بخصوص القضايا ذات الاهتمام المشترك”. وقال: اننا “نسعى من خلال دراسة التطورات المختلفة إلى مناقشة سبل تعزيز الاستقرار والامن في المنطقة”.
وكان المعلم قد أعلن لدى وصوله إلى مطار طهران أنه يحمل رسالة من الرئيس بشار الاسد الى الرئيس احمدي نجاد عن آخر التطورات التي تشهدها المنطقة. وقال إن الهدف من زيارته للعاصمة الإيرانية هو مناقشة التطورات الاخيرة في المنطقة والقضايا الثنائية في اطار المشاورات المستمرة بين ايران وسوريا.
وأوضح المعلم، رداً على سؤال عن الخطة الاميركية لزيادة القوات في العراق، أن دمشق “تريد مغادرة القوات الاجنبية (من العراق) بموافقة الحكومة العراقية وحسب جدول زمني”.
ونقلت وكالة “سانا” اجواء اللقاء بين المعلم ومتكي قائلة “كانت وجهات نظر الجانبين متفقة ازاء ضرورة دعم العملية السياسية الجارية في العراق على اساس التأكيد على وحدة العراق أرضاً وشعباً واستقلاله وانسحاب القوات الاجنبية منه”. وأضافت ان الجانبين “دانا محاولة زرع الفتنة بين ابناء الشعب العراقي الواحد. كما اكد الجانبان دعمهما للبيان المشترك الصادر عن لقاء دمشق بين رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل. وشددا على ضرورة تعزيز الحوار الوطني وتحريم الاقتتال الداخلي ودعمهما للجهود المبذولة لتأليف حكومة وحدة وطنية فلسطينية”.
في هذا الوقت، اتهم نجاد “اعداء العالم الاسلامي” بالسعي لإثارة خلافات بين البلدان الاسلامية، بعدما “يئسوا من توجيه ضربة للأمة الاسلامية عبر ممارسة الضغوط الخارجية”.
وأشار نجاد، خلال استقباله مساء اول من امس في طهران وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني الذي سلمه رسالة خطية من امير قطر، الى مساع “اميركية صهيونية لبث الفرقة بين المسلمين، ولا سيما الشيعة والسنة”.
وقال الرئيس الايراني إن القوى الاقليمية يجب “ان تعيش بعضها الى جانب بعض برخاء وهدوء، ويجب الاسراع في عملية استتباب الامن والهدوء في المنطقة عبر التعاون المتزايد بين الدول الاسلامية ولا سيما في مجال تقديم المساعدة لإعادة اعمار لبنان ودعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة وإحلال الاستقرار في العراق”.
أما الوزير القطري فأعرب من جهته عن قلقه “ازاء الاوضاع الجارية في المنطقة”، مندداً بمساعي الاعداء لبث الخلاف بين المسلمين ولا سيما الشيعة والسنة، حسبما أفادت وكالة “ارنا” الايرانية للأنباء.
وقال ابن جاسم ان الدول “المتغطرسة” بصدد ايجاد “اشتباكات وبث الفتنة بين المسلمين من اجل الهيمنة على البلدان الاسلامية، الا أن الشعوب المسلمة يجب أن تحبط هذه المؤامرة عبر وعيها للظروف”.
ووصف الوزير القطري مشروع الادارة الاميركية بـ“الفاشل”. وقال ان سياسة أميركا واستراتيجيتها ازاء قضايا وبلدان المنطقة “كانت منذ البداية غير مقبولة”، مضيفاً أن “الاجانب فشلوا في تحقيق اهدافهم السلطوية”. وقال إن قرار مجلس الامن الاخير الذي صدر ضد ايران “بضغوط اميركية وغربية لا يؤثر في قدرة ايران، وإن قطر ما تزال تدعم ايران في مجال امتلاكها للتكنولوجيا النووية السلمية”.
(يو بي آي،ا ف ب، رويترز، د ب ا)