بدأت خطوط عمليّة انتشار القوّات الإفريقيّة لحفظ السلام في الصومال تتبلور، في وقت اتضحت فيه صورة الانسحاب الإثيوبي من مقديشو، الذي لن يكون كاملاً، فيما طغت على ساحة الصراع الساخنة تصريحات أميركيّة تفيد بأنّ قوّات واشنطن قامت بتنفيذ هجوم جويّ آخر جنوب البلاد. وأعلن مسؤولون أميركيّون أمس أنّ طائرة من طراز «إيه سي ــ130» تابعة لسلاح الجوّ الأميركي هاجمت عناصر يشتبه في أنها من تنظيم «القاعدة» في جنوب الصومال، الاثنين الماضي. وفيما أشار المسؤولون أنفسهم إلى أنّ الضربة الجوية «استهدفت قياديّاً متوسط المستوى» في تنظيم «القاعدة» تؤويه «المحاكم»، امتنع متحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركية عن التعليق.
وأضاف المسؤولون الأميركيون أنّ القيادي لم يُقتل، بل اعتقلته القوّات الإثيوبيّة، في ظلّ حديث عن مقتل ستّة مدنيّين خلال الغارة. ويجري الحديث أيضاً عن قيام طائرات تابعة للأسطول البحري الأميركي، بطلعات متواصلة للتجسّس والاستكشاف فوق الأراضي الصومالية.
وعلّق نائب رئيس الوزراء الصومالي حسين محمد عيديد على الغارة بالقول إنّها “مجرّد تكهّنات ولم تصلنا أيّ معلومات عن شيء من هذا القبيل”.
وفي هذا السياق، قال مسؤول في السفارة الأميركية في نيروبي، أمس، إنّ السفير الأميركي لدى كينيا، مايكل رانبرغر، التقى الزعيم الإسلامي البارز شيخ شريف أحمد، المحتجز لدى الاستخبارات الكينية في نيروبي، في “إطار الحوار الذي تؤسّسه واشنطن لإرساء المصالحة الوطنيّة” في الصومال.
ميدانياً، أعلن مصدر حكومي صومالي أنّ قذيفتي هاون أُطلقتا على مطار مقديشو أمس، ما أدى إلى سقوط قتيل وإصابة آخر، جميعهم صوماليّون يعملون في المطار، بعد دقائق فقط من وصول وفد تابع للأمم المتحدة إلى العاصمة الصومالية.
وعلى صعيد آخر، أشار رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي، في مؤتمر صحافي أمس، إلى أنّ قسماً من القوّات الإثيوبية المنتشرة سيبقى في مقديشو، حتى انتهاء عملية الانسحاب. وأضاف أنّ «من مصلحة أديس أبابا قيام دولة صوماليّة مستقرّة، لا كيان إرهابي».
ورأى زيناوي أنّه «لم يبق أي خطر محدق في الصومال يهدّد أمن إثيوبيا. وفي ما يخصّنا تحديداً، فإنّ مهمّتنا قد كُلّلت بالنجاح، وأتوقّع أن تتزامن آخر مرحلة من الانسحاب مع نشر قوات الاتحاد الإفريقي».
إلى ذلك، أشار نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الإفريقية جيمس سوان، أمس، إلى أنّ بلاده مستعدّة لتقديم مزيد من الأموال للمساعدة في الإسراع بنشر قوة تابعة للاتحاد الإفريقي في هذا البلد.
(رويترز، يو بي آي، أ ف ب)