سعت الإدارة الأميركية أمس إلى تأكيد تعاونها بشكل كامل مع لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري برئاسة البلجيكي سيرج براميرتس، رافضة التعليق على معلومات تكشف عن نيتها لمواجهة حزب الله، الذي جددت وصفه بأنه “منظمة إرهابية”، “بطرق سرية”.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية آدم أريلي، في مقابلة مع وكالة “يونايتد برس أنترناشيونال”، إن بلاده “تعتقد أن على الجميع التعاون مع تحقيق براميرتس وترى أن الأخير هو الذي يقرر ما يحتاجه”.
ورداً على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة هي إحدى الدول العشر التي كشف براميرتس أنها رفضت التعاون مع تحقيقه، قال أريلي “نحن نتعاون بشكل كامل مع براميرتس وسنوفر له كل ما يحتاجه”. وأضاف أن بلاده “تعتبر حزب الله منظمة إرهابية ويجب ألا تكون هناك أي اتصالات أو علاقات أميركية معه، لأنه ببساطة يمارس الإرهاب، وترى أنه كحزب سياسي في لبنان لديه مسؤولية في المشاركة في النظام السياسي بشكل معقول وفق إطار القانون ومبادئ الديموقراطية وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة حول لبنان التي تطالب بنزع أسلحة جميع الميليشيات، ومن ضمنها حزب الله وبسط سيطرة الجيش اللبناني على جميع أراضي البلد”.
وحول ما كشفته صحيفة بريطانية خلال الشهر الجاري عن أن الرئيس الأميركي جورج بوش صادق على خطة تخوّل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) مواجهة حزب الله باتخاذ إجراءات سرية بغير الطرق العسكرية، اكتفى المسؤول الأميركي بالقول “نحن لا نعلّق عادة على المسائل الأمنية”.
ونفى أريلي وجود أي خلاف بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية. وقال “أعتقد أننا نتقاسم أهدافاً واستراتيجية متشابهة من أجل تحقيق النتائج المرجوة، ونريد نحن وحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي أن تقوم القوات العراقية بالسيطرة على كامل أراضي العراق وتحمل المسؤوليات الأمنية”.
وأكد أريلي أن القوات الأميركية ستقدّم الدعم اللازم لحكومة المالكي إذا ما قررت التصدي للميليشيات المسلحة، واقترح مشاركة دول من الجوار العراقي مثل السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي والأردن وتركيا في عملية التصدي للمظاهر المسلّحة في العراق.
وحول إمكان مشاركة سوريا في هذه الجهود، قال المسؤول الأميركي “نرحّب بتعاون سوريا حيال العراق، لكننا لم نشاهد مثل هذا التحرك من قبلها حتى الآن. وما نراه هو أن أراضيها لا تزال تُستخدم لعبور المقاتلين والأموال لدعم المتمردين في العراق”. وأضاف “نحن نرحب بمثل هذا التعاون، لكننا لا نتوقعه، كما اننا لم نر أي مؤشر على هذا التوجه”. ونفى أريلي أن تكون الزيارات التي قام بها إلى دمشق كل من الرئيس العراقي جلال الطالباني والرئيس الفلسطيني محمود عباس تمت بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
وعما إذا كانت بلاده مرتاحة لتحركات كهذه، قال أريلي “بحسب تقديرنا، سوريا لا تقف إلى جانب السلام إن في العراق أو في الأراضي الفلسطينية أو لبنان، كما أن علاقاتنا مع سوريا قائمة على الأفعال، لا الأقوال. وما نراه على الأرض، وما نراه الآن أنها تدعم الفلسطينيين المتشددين في سوريا الذين يرفضون السلام مع إسرائيل”.
وقال أريلي “إن سوريا لا تعترف بلبنان كبلد مستقل ولا تريد إقامة سفارة لها في بيروت، ولا تزال تتدخل في شؤونه الداخلية سعياً وراء إحكام قبضتها من جديد على هذا البلد، ولا تريد أن تتغير الأوضاع في العراق وتوقف تأييدها للمقاومين. لكل هذه الأسباب، سوريا في رأي الولايات المتحدة لا تزال عدوّة السلام في المنطقة”.
(يو بي آي)