تستضيف دافوس هذه الأيّام، كعادتها السنويّة، المنتدى العالمي الأبرز على صعيد الاقتصاد ـــ السياسي؛ فمنتجعها القابع في قلب جبال الألب السويسريّة، يمثّل حاضنة الرأسمال الدولي، الساعي دوماً لاقتحام مضمار السياسيّة، في إطار متناقضتتداخل فيه مقولات آليّات الربح المؤسّساتي والسعي لإيجاد عالم أفضل بمقوّمات إنسانيّة، وبشعارات برّاقة يميّزها هذه السنة الحديث عن “معادلة انتقال القوّة والالتزام بتحسين وضع العالم”، في إشارة إلى بزوغ فجر التقدّم لبلدان لم تعد نامية. ورغم الظروف الجوية السيّئة وتساقط الثلوج، التي منعت هبوط المروحيّات الناقلة للمشاركين، افتّتح المنتدى بحضور رؤساء حكومات ودول 12 بلداً، لمناقشة أكبر الملفات الراهنة، ابتداءً بالعراق ووصولاً إلى التغيّرات المناخية.
ويشارك 2500 مدعو في عشرات الاجتماعات لمناقشة مواضيع عدّيدة حتى الأحد المقبل، تحت حماية مئات من جنود الجيش السويسري، المستعدّين لمواجهة أيّ تهديد من «معارضي العولمة».
كما يسعى المنتدى، الذي أسّسه رجل الأعمال السويسري كلاوس شوب، إلى إجراء مناظرة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز، الذي ترافقه وزيرة الخارجية تسيبي ليفني.
واستهلّت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فاعليّات الدورة الرقم 37 للمنتدى، بإلقاء كلمة تناولت فيها أهداف الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي وقمّة الثماني، داعيةً المجتمع الدولي إلى العمل بشكل وثيق للتغلّب على التحديات الجديدة في مجال المناخ وفي مسألة إمدادات الطاقة، التي تعيش أوروبا أحد كوابيسها.
ومن جهة أخرى، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، خلال الجلسة الافتتاحيّة، أنّ التلويح بشنّ هجوم أميركي على إيران خطير جداً، ويهدّد بنشر العنف الطائفي في أرجاء الشرق الأوسط.
ودعا موسى إلى الحوار بدلاً من العمل العسكري لحلّ التوتّرات في كلّ من العراق وعلاقات واشنطن وطهران، مشيراً إلى أنّه “إذا اندلعت الحرب فسيخرج مردة آخرون من القمقم. لا يمكننا تخيّل التأثير على دول الخليج وعلى دول البحر المتوسط”.
وأضاف موسى، الذي رأى أنّ «العراق ينهار»، أنّ خطة الرئيس الأميركي جورج بوش لزيادة القوات الأميركية في هذا البلد ومواصلة الحلّ العسكري لن تحلّ مشكلة الاشتباكات الطائفية التي تمزّق البلاد.
وحذّر أحد المشاركين من خطر انهيار أسعار النفط الخام، ترتّبه السعوديّة بهدف الضغط على ماليّة إيران لتركيعها.
(د ب أ، رويترز، أ ف ب)