علي حيدر
كرة الثلج الرامية إلى تنحية الرئيس الإسرائيلي
موشيه كتساف بدأت تدحرجها. إحدى لجان الكنيست صادقت على تعليق مهماته مؤقتاً، وباتت رئيسة البرلمان داليا ايتسيك قائمة بأعماله مؤقتاً


صادقت لجنة الكنيست، أمس، على طلب الرئيس الإسرائيلي موشيه كتساف تعليق مهماته مؤقتاً بتأييد 13 عضواً في مقابل معارضة 11 وتغيّب عضو كنيست واحد عن التصويت. وهو ما يعني، وفقاً للقانون، أن تتولى رئيسة الكنيست داليا ايتسيك مهمات الرئيس الإسرائيلي لمدة ثلاثة أشهر. لكن من الناحية الرسمية يبقى كتساف رئيساً يتمتع بالحصانة بما يمنع تقديمه إلى المحاكمة، لكن صلاحياته مجمَّدة.
وكان كتساف قد بعث برسالة إلى ايتسيك أمس طالباً فيها المصادقة على تعذره القيام بمهماته في أعقاب إعلان المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية مناحيم مزوز هذا الأسبوع عزمه تقديم لائحة اتهام ضده للاشتباه بارتكابه مخالفات جنسية خطيرة، بينها الاغتصاب وفرض علاقة جنسية محظورة وممارسة أعمال شائنة والتحرش الجنسي بحق 5 موظفات عملن تحت إمرته أثناء توليه منصبي وزير السياحة ورئيس الدولة.
ووصفت عضو لجنة الكنيست زهافا غلأون قرار الكنيست بالموافقة على طلب كتساف تعليق مهماته مؤقتاً بـ«الفضيحة التي لا مثيل لها». وقالت إن «القرار بمثابة جائزة لمتهم بالاغتصاب».
ووصفت غلأون القرار بأنه «صفعة لمواطني إسرائيل الذين يرون بنود الاتهام الخطيرة الموجهة إلى الرئيس، ومن الجهة الأخرى يرون أعضاء الكنيست يسمحون بأن يكون متعذراً عليه القيام بمهماته مؤقتاً بدلاً من إرغامه على الاستقالة من منصبه».
وكشف استطلاعان للرأي نُشرت نتائجهما أمس أن غالبية كبيرة من الإسرائيليين تؤيد استقالة الرئيس موشيه كتساف.
وبلغت نسبة مؤيدي استقالة كتساف 71 في المئة، بحسب نتائج استطلاع نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» و66.7 في المئة بحسب نتائج استطلاع نشرت نتائجه صحيفة «معاريف». في المقابل يعارض 29 في المئة و20.9 في المئة من الإسرائيليين على التوالي فكرة استقالته. فيما لم يعبّر الآخرون عن أي رأي.
وكان رئيس الوزراء ايهود اولمرت وعدد من الوزراء بينهم وزيرة الخارجية تسيبي ليفني وأكثر من ثلاثين نائباً من أصل 120، قد دعوا كتساف الى الاستقالة.
وشمل الاستطلاع موقف الإسرائيليين من المرشحين لخلافة كتساف حيث نال نائب رئيس الوزراء الحالي شمعون بيريز، الذي يلقى تأييد العدد الأكبر من الإسرائيليين، 45 في المئة حسب «يديعوت أحرونوت» و40.4 في المئة بحسب «معاريف».
وحلّ في المرتبة الثانية الحاخام الأكبر السابق لإسرائيل مئير لاو، الذي نال 22 في المئة من التأييد بحسب «يديعوت أحرونوت»، و25.1 في المئة بحسب صحيفة «معاريف».
وبعدهما يأتي رؤوبين ريفلين (الليكود) وكوليت ابيتال النائبة (حزب العمل) التي تتقدم على داليا ايتسيك الرئيسة الحالية للبرلمان والعضو في حزب كديما. لكن ايتسيك أكدت أمس أنها لا تعتزم خوض انتخابات الرئاسة.
وكان كتساف قد أعلن في مؤتمر صحافي عقد مساء أول من أمس رفضه الاستقالة من منصبه متهماً الشرطة ومزوز ووسائل الإعلام بملاحقته.
وسيخضع كتساف، قبل تقديم لائحة اتهام ضده، لتحقيق خاص فيما رجحت مصادر في وزارة القضاء الإسرائيلية أنه لن يتم تقديم لائحة اتهام كتساف قبل ثلاثة أشهر.
ورفض كتساف في مؤتمره الصحافي ما عدّه «رضوخاً للابتزاز؛ فالقانون لا يرغمني على الاستقالة». ورفض كتساف أيضاً كل الشبهات التي تحوم حوله. وقال بلهجة قوية «إن الاتهامات خبيثة ولا أساس لها من الصحة»، مؤكداً أنه «ضحية حملة تشهير». وتعهد بذل كل ما في وسعه «في المعركة لإثبات» براءته. وأضاف «ليس هناك أي دليل يبرر الاتهامات التي وقعت ضحيتها. لقد حكم عليّ مسبّقاً»، مؤكداً «لن أحني رأسي وسأدافع عن شرفي حتى وإن كان عليّ أن أخوض حرباً عالمية لذلك».