غزة، رام الله ــ الأخبار
الحوار الفلسطيني لم يحرز أي تقدّم إيجابي، وسط مؤشرات على استمرار العقبات أمام حكومة الوحدة الوطنية، وتمسك الرئيس الفلسطيني بخيار الانتخابات المبكرة بديلاً لأي فشل في الحوار


استغلّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجوده في مؤتمر دافوس في سويسرا أمس لإبداء استعداده للتفاوض مع إسرائيل “اليوم قبل غد”، في وقت بدا أن الحوار الداخلي لا يزال يراوح في مكانه، مع تسريبات عن عدم تخطي عقبات تأليف حكومة الوحدة الوطنية، وبقاء موعد ولادة هذه الحكومة مبهماً.
وقال الرئيس الفلسطيني، في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (سويسرا)، “آن الاوان لحشد كل الطاقات الخيّرة لنجعل من السلام حقيقة في الارض المقدسة، ولنبدأ اليوم قبل الغد في مفاوضات جادة”.
وأعرب عباس في مناقشة حضرها نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شمعون بيريز ووزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني، عن “اتم الاستعداد للتفاوض”. وأشار إلى قناعته “بأن الاجواء مناسبة لاستئناف العملية السياسية التي يجب ان تفضي الى قيام دولة فلسطينية في حدود عام 1967، اي في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، تعيش بأمن وسلام مع كل جيرانها، بما في ذلك دولة اسرائيل، وإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين بموجب قرار الامم المتحدة رقم 194”.
وأضاف عباس أن “البطالة والفقر وصلا الى معدلات غير مسبوقة حيث يعيش 79 في المئة من اهالي غزة تحت خط الفقر، منهم 51 في المئة يعيشون في فقر شديد، والنسبة نفسها تقريباً في الضفة الغربية”.
وفي حديثه عن الحكومة الفلسطينية، قال عباس “سواء كانت من التنظيمات السياسية او من كفاءات وطنية، يجب أن يتضمن برنامجها التزام كل ما تم توقيعه من تعهدات”، محذراً من أنه “اذا لم نتمكن من تأليف مثل هذه الحكومة، فإننا سنذهب الى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة، ليقرر شعبنا الفلسطيني بحرية البرنامج والقيادة اللذين يريدهما”.
في هذه الأثناء، قال المتحدث باسم “حماس” إسماعيل رضوان، إن القضايا التي تعوق تأليف حكومة وحدة وطنية فلسطينية “لا تزال عالقة”، رافضاً الإفراط في التفاؤل بقرب التوصل إلى حكومة الوحدة.
وأوضح رضوان أن “حماس تنظر بإيجابية لانطلاق الحوارات، وخصوصاً أنها تأتي مكملة وموازية لحوارات سابقة داخل فلسطين وخارجها”. وقال “قبل يومين بدأت أولى اجتماعات لجنة الحوار الوطني، وتم الاتفاق على تحديد برنامج الحوار، بحيث يجري بحث تأليف حكومة الوحدة الوطنية على أساس وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني، وإعادة تفعيل وصياغة منظمة التحرير الفلسطينية، وتأليف المجلس الأمني القومي الأعلى”.
وشدد رضوان على أنه تم تضييق الهوة، لكن لا تزال هناك إشكاليات عالقة في ما يتعلق ببعض الوزارات، وفي ما يتعلق بخطاب التكليف، وخصوصاً الاتفاقات الموقعة مع العدو الصهيوني.
من جهته، قال النائب عن حركة فتح نبيل شعث إنه من الصعب التنبؤ بالموعد المحدد للإعلان عن حكومة الوحدة الوطنية التي يجري التفاوض بشأنها. وقال “نحن جادون في الذهاب إلى حكومة وحدة ونريد الاعلان عنها بأسرع وقت ممكن، لكننا لا نستطيع التنبؤ بالوقت المحدد لذلك”.
ورفض شعث وصف الجلسة الاولى للحوار الوطني بأنها أسفرت عن تجاوز للخلافات والعقبات، قائلاً إنها “لم تخرج عن كونها مفاوضات من أجل حل الازمة والوصول إلى اتفاق سياسي”. وأضاف أن “المشكلة ليست في الحقائب السيادية بل في كيفية الوصول
إلى اتفاق سياسي”.
وعن رفض حركة “حماس” التزام قرارات الشرعية العربية والدولية، وما وقعته السلطة من اتفاقات مع إسرائيل وتفضيلها لكلمة “احترام”، قال شعث “ليس هناك في السياسة ما يسمى الاحترام لأنه يعني عدم الالتزام... نحن نريد الانتهاء من هذه الأزمة التي قاربت على العام ولنترك الاختلافات ونتّجه لموقف سياسي ينقذنا”.
وكشف رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، عن قنوات خلفية تسعى لإنجاح الحوار الشامل الذي يسير في أجواء إيجابية من أجل تأليف حكومة وحدة وطنية فلسطينية. وقال إن إسرائيل فشلت في إسقاط الحكومة الفلسطينية أو دفعها للتخلي عن مبادئها، مشيراً إلى أن وجود “حماس” في الحكم ليس على حساب المقاومة.